بحثٌ عن فتوحات الخيال في التراث المغربي، وإغناء للمكتبة الروائية الشابة بالبلاد، يحضر في سلسلة يعدها الكاتب صلاح الدين نفتاحي.
هذه السلسلة الصادرة بعنوان “لْكتاب” تستلهم عوالمها من معيش المغاربة وتراثهم الشعبي ومعتقداتهم السحرية والخرافية، وقصصهم، بأبطال من أعمار مختلفة، في جو من السرد والبحث عن الحب والمغامرة.
وبلغ عدد منشورات هذه السلسة ثلاث روايات، وتحضر فيها حكايات خرافية، وعوالم من “التراث المغربي” قد تتجاور وأخرى أجنبية، مع حضور عدد من المدن المغربية وتاريخها عبر الصفحات.
صلاح الدين نفتاحي، كاتب السلسلة، قال إن علاقته بـ”الكتب المصورة” مرتبطة بـ”مشاهدته في طفولته الرسوم المتحركة، وقصص الأطفال القريبة من أسلوب الرسوم المتحركة”.
وأضاف الكاتب في تصريح لهسبريس: “مع توالي السنين توالت الأسئلة التي لم أجد أجوبتها في الرسوم المتحركة، فعرفت أن أصلها هي الكتب المصورة؛ ثم عندما بدأت قراءتها اكتشفت عالما أكبر، وهذا منطلق إلهامي الأول، فكنت أتخيل ما أقرأه وأشهاده وأترجمه رسما”.
وحول منطلق الإلهام للكتابة، قال نفتاحي إن الحياة كلها تلهمه، “بتفاصيلها الصغيرة، أحاديث الأب مثلا، والحلاق الذي قد يثقل يديه مثل ‘ألف تخميمة وتخميمة ولا ضربة بالمقص’، وحتى أصغر القصص والأحداث…”.
وفسر الكاتب اهتمامه بالتراث المغربي بـ”الأحاجي التي كنا نسمعها، القصص الشفهية للجدة، أو العم في حالتي، والتي تحتاج أن تكون راويها الثاني، لأنها تحتاج تخيلك لها، ولنهاياتها، وما يتممها”، وزاد: “هذا دفعني لأتم الحكايات بشكل أكبر، وخيال أوسع”.
وباستثناء الأطفال، ذكر الكاتب أن “الكل مستهدف بهذه الكتب، نظرا لوجود مشاهد عنيفة في حكاياتها”.
وعاد نفتاحي إلى بدايات تنمية رصيده قائلا: “عندما بدأت البحث عن القصص الممكن اقتباسها من التراث المغربي وجدت الكثير، مثل قصص “عمي الغول” و”بوعّو”، “بابا عيشور”، “سبع بولبطاين”، “سحت الليل”، وحكايات وازنة في الإرث المغربي مثل “خنيفيسة الرماد”، “حمو الحرايمي”، “حمو أونامير”، “هاينة”، “إيسلي وتيسليت”، وآلهة أمازيغ أيضا”؛ كما سجل اهتمامه بقصص أجنبية عن المغرب ربطها بقصص مغربية، في حكايات مثل إعادة سرده قصة “إيسلي وتِسليت”.