بعد عامين من الجائحة عادت جامعة الأخوين بإفران إلى تنظيم حفل تخرج الطلبة، وهي المؤسسة التي أسسها الملك الراحل الحسن الثاني عام 1995 وتوجد تحت الرئاسة الشرفية للملك محمد السادس.
وتعتبر جامعة الأخوين الجامعة الوحيدة في إفريقيا التي حصلت على الاعتماد من هيئة الاعتماد الأمريكية المرموقة – NECHE (لجنة نيو إنجلاند للتعليم العالي)، التي تعتمد جامعات مثل هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وغيرها. وأعلنت لجنة الاعتماد NECHE أن جامعة الأخوين، رغم أن عمرها 27 عامًا فقط، مستعدة للدخول في مرحلة جديدة من التميز.
وترأس حفل التخرج عبد اللطيف الجواهري، رئيس مجلس أمناء الجامعة، والدكتور أمين بنسعيد، رئيس الجامعة، بحضور عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبعض ممثلي الهيئة الدبلوماسية، مثل سفراء كوريا الجنوبية وتونس وشخصيات من عالم المال والأعمال، مثل محمد الكتاني، الرئيس التنفيذي للتجاري وفا بنك، ومحمد كريم منير، الرئيس التنفيذي للبنك الشعبي، وكذلك بعض السياسيين وممثلي السلطات المحلية في إفران ومكناس؛ إلى جانب شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كضيف شرف في هذا الحفل.
وفي السياق ذاته عقد كل من عبد اللطيف الجواهري، رئيس مجلس الأمناء، والدكتور أمين بنسعيد، رئيس جامعة الأخوين بإفران؛ وكذلك رؤساء لجان مجلس الأمناء، العربي بلعربي، رئيس اللجنة الأكاديمية، ومحمد الكتاني، رئيس لجنة التنمية، وكريم منير، رئيس المالية وميزانية، مؤتمرا صحافيا يوم السبت 11 يونيو 2022.
وكان هذا الاجتماع فرصة لتقييم الخطة الإستراتيجية 2020-2025، التي تهدف إلى تعزيز دور الجامعة في إفريقيا والشرق الأوسط وتزويد المملكة بالمهنيين الشباب المدربين على أفضل المعايير الدولية. ويتميز نموذج جامعة الأخوين بكونه يعتمد على نظام التعليم الأمريكي الذي يرتكز على نظام تعليم الفنون الحرة (Liberal Arts education) لكنه متجذر بعمق في ثقافته المغربية.
وتحدث الجواهري والرئيس بنسعيد بالتفصيل بشكل خاص عن صياغة وتنفيذ هذه المرحلة الجديدة من التميز ودمجها في الخطة الإستراتيجية 2020-2025. والهدف المعلن هو الاستفادة من تعقيد العوالم المهنية للقرن الحادي والعشرين التي تتميز بتغييرات كاسحة وعميقة ومتسارعة.
وأكد مصدر هسبريس أن الخطة المذكورة تهدف أيضا إلى مضاعفة عدد طلاب الجامعة خلال الفترة المذكورة، واستقطاب أفضل الحاصلين على الباكالوريا. وللقيام بذلك، تقوم الجامعة بتعزيز بنيتها التحتية وتوسيع نطاق عرضها الأكاديمي بما يتماشى مع احتياجات النظم البيئية الاقتصادية والتكنولوجية المحلية والإقليمية.
وقال الجواهري لوسائل الإعلام إن “الموارد المالية اللازمة لنجاح هذه الخطة الطموحة المذكورة يتم حشدها من خارج أموال الدولة؛ فيما يخصص الدعم المالي التي تتلقاه الجامعة فقط لدعم المنح الدراسية”، مؤكدا أن “جامعة الأخوين جامعة عمومية ومستقلة وغير ربحية”.
وقال الرئيس بنسعيد: “طموحنا هو أن نستمر في توسيع نطاق تأثيرنا على المغرب، ومن أهم أولوياتنا تنويع الطبقات الاجتماعية المهنية. عام 2021، وصل عدد الطلبة المستفيدين من منحة دراسية أو مساعدة مالية إلى 50٪”؛ كما أضاف: “هذه الزيادة الكبيرة في عدد الطلاب تتماشى مع سياسة الجودة والقبول لدينا، إذ سجلت بداية العام الدراسي 2021 93٪ من الطلاب الجدد الحاصلين على ميزة في امتحان البكالوريا، بمن في ذلك 70٪ حصلوا على ميزة جيد أو جيد جدا. ويأتي الباقي بشكل أساسي من أنظمة تعليمية أخرى مثل الأمريكية الإسبانية والإيطالية وأنظمة الشرق الأوسط”.
وأكد الرئيس بنسعيد أن “جامعة الأخوين تتبنى نهجًا تعليميًا يعزز استقلالية طلابها وراحتهم، وهذا يسمح لهم بالتفتح وتطوير المهارات التي تتجاوز الجانب التقني وهي اليوم ضرورية في البيئات المهنية شديدة التنافس”، وزاد: “وهكذا تقوم جامعة الأخوين بتدريب المهندسين ذوي الخبرة الكاملة في مجال تسيير الشركات وأطر في ميدان التسيير تتمتع بمهارات تقنية قوية. وتعمل الجامعة على إعداد جيل جديد من الطلاب القادرين على التألق في قطاعات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وBlockchain وMetaverse وعلوم البيانات، ولكن أيضًا في العديد من التخصصات الأخرى غير المعروفة اليوم عبر تزويدهم بالمهارات التعلمية الضرورية. وقد اختارت الأخوين أن تكون جامعة رائدة في الابتكار على المستوى الدولي، مع التركيز على إفريقيا والشرق الأوسط”.
وحفل التخرج هو بداية تطبيق الجيل الجديد من الابتكارات التي طورتها الجامعة للاستفادة من سرعة التغيير المذهلة في عالم الشغل، وجميع الفرص التي يمكن للجيل الجديد خلقها؛ فقد طورت نهجًا يسمح للطالب بإدارة توجهاته وفرص الشغل أو المشاريع الريادية بطريقة متكاملة. ويتجسد ذلك، من بين أمور أخرى، من خلال إطلاق العديد من برامج الدراسة والعمل بالتناوب، بالتعاون مع شركات مغربية ودولية رائدة مثل Alstom وLeyton وDACHSER Logistics، ومن خلال نظام التوجيه المزدوج: من قبل المديرين والأقران (أي طلاب ناجحين آخرين).
وبشكل ملموس، تهدف هذه الإستراتيجية الجديدة على مدى السنوات الثلاث المقبلة إلى ضمان حصول الطلاب المشاركين في هذا البرنامج على ثلاثة عروض عمل أو مشروع قبل مغادرة مقاعد الجامعة. ونتائج هذا العام الأول واعدة للغاية، إذ إن المؤسسة تقترب من 50٪ من الخريجين الذين حصلوا على عرض عمل واحد على الأقل قبل نهاية هذا العام الدراسي. وعلى صعيد ريادة الأعمال، طوّرت جامعة الأخوين منصة احتضان الشركات الناشئة. وتتبنى هذه الحاضنة نماذج أنجح المنصات الدولية من خلال تقديم تدريب وتوجيه رفيعي المستوى يقدمهما كبار المديرين المغاربة والدوليين، بالإضافة إلى قنوات التمويل من خلال تمويل المشاريع الناشئة “Venture Capital” المغربية والأمريكية.