اعتبر البروفيسور سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية للقاح ضد “كوفيد-19″، جدل “جدري القردة” بعيدا عن أولويات المغرب في الوقت الراهن، موردا أنه “باستثناء الحالة الوحيدة التي تم تسجيلها قبل أسابيع عدة، لم يتم الكشف عن أي حالة جديدة”، وأضاف: “الحالة المذكورة تم استشفاؤها دون أعراض أو مضاعفات مقلقة”.
وجوابا على سؤال هسبريس حول مدى توفر دراسة حول جدري القردة والأعراض المرتبطة به ودرجة تأثيره، قال متوكل: “العالم كله لم يسجل أرقاما يمكن اعتبارها مقلقة. وبالتالي، فإن الوضع لم يصل إلى مستويات تحتاج إلى الدراسة”.
وأبرز أن “نوعية هذا الوباء وكيفية انتشاره تجعلانه لا يشبه باقي الأمراض الوبائية، حيث تنقل عدوى جدري القردة باتصال حميمي أو عن طريق استعمال أغراض المصاب”.
وأفاد المتحدث، ضمن تصريح لهسبريس، بأن هذه السنة كانت استثنائية من حيث تسجيل عدد مهم من حالات الإصابة بمرض “بوشويكة” الذي يظهر أعراضا وعلامات تشبه تلك الخاصة بجدري القردة، خاصة بالنسبة للمسنين.
وشدد البروفيسور ذاته على أن لجنة اليقظة وتتبع الحالة الوبائبة تواصل مراقبتها بالمطارات وعلى مستوى الموانئ، وخاصة ميناء طنجة المتوسطي، وتقوم بإخضاع الحالات المشكوك في إصابتها لاختبار “PCR”.
وأشار إلى أن تركيز مسؤولي الصحة بالمغرب حاليا ينصب على “كوفيد-19″، موردا أن المتحور “BA5” يشكل ثمانين بالمئة من الإصابات، داعيا المواطنين، خاصة الفئات الهشة مناعيا والمسنين، إلى التطعيم بالجرعتين الثالثة والرابعة، مسجلا أن أكبر عدد من الوفيات بسبب كوفيد هو في صفوف غير الملقحين.
يذكر أن المختبر الوحيد الذي ينتج لقاحا مجازا لمكافحة جدري القردة، تلقى طلبية بـ1,5 مليون جرعة، ستسلّم معظمها في العام 2023، من دولة أوروبية لم يسمّها، فيما طلبت الولايات المتحدة 2,5 مليون جرعة.
ويعتبر جدري القردة من الأمراض الأقل خطورة مقارنة بالجدري الذي تم القضاء عليه منذ عام 1980. وينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق “الاتصال الجسدي الوثيق”.