اتهامات عديدة وجديدة بالاعتداء الجنسي، التحرش والاغتصاب، لا تتوقف عن ملاحقة الصحافي والكاتب الفرنسي باتريك بوافر دارفور (Patrick Poivre d’Arvor)، الوجه الإعلامي السابق على شاشة قناة TF1 الفرنسية، باعتباره المقدّم السابق للأخبار والبرامج الثقافية، فجرتها شهادات نساء، عددهن حوالي 30، سبق أن اشتغلن معه في الوسط الإعلامي أو الثقافي الأدبي على مدى الثلاثة عقود الماضية.
ومن المرتقب إصدار كتاب، من 272 صفحة، يوم 23 شتنبر الجاري تحت عنوان «الإفلات من العقاب» (impunité)، يكشف بعض تفاصيل القضايا وشهادات نساء فرنسيات بدأت تخرج إلى العلن؛ وتروي فيه الصحافية الفرنسية هيلين ديفينك، وهي إحدى زميلاته السابقات في العمل، “كيف أن النساء اللاتي اتهمن باتريك دارفور بالاعتداء الجنسي والاغتصاب قد اتخذن قرارا شجاعا للإدلاء بشهاداتهن”.
ونشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في صفحة كاملة، بعض مقتطفات الكتاب وأبرز مقاطعه، تضمنت -حسب ما اطلعت عليه هسبريس- تساؤلا قويا لهيلين ديفينك قائلة: “لماذا لا يزال من المستحيل فهمُ كل ما حدث، طيلة فترة طويلة، في مكتب دارفور؟”، مؤكدة أنه قد “عرفنا قبل أن ندرك أننا عِشنا الوقائع نفسها… لقد تعثرنا (النساء الضحايا) جميعا ضد الصمت أو اللامبالاة”.
الصحافية السابقة هيلين ديفينك تفك رموز «النظام الإجرامي» الذي استمر، داخل قناة TF1، حول باتريك بوافر دارفور، لأكثر من ثلاثين عامًا. من خلال سلسلة من الصور، تروي في كتابها قصصا متعددة لنساء، بمن فيهن هي نفسُها، يزعمن أنهن تعرضن للاعتداء أو الاغتصاب من قبل الوجه الإعلامي الأسبق في فرنسا.
وحسب المصدر الإعلامي الفرنسي ذاته، فقد “تم فتح العديد من التحقيقات في الوقائع المزعومة ضد دارفور إلا أن المطاف انتهى بها إلى إغلاق الملفات بعضها لأسباب تتعلق بالتقادم”. في الإجراءات الجارية، يُفترض أن الصحافي السابق، الذي ينفي جميع الاتهامات، بريء.
في سياق متصل، وبشكل متزامن، نشرت الصحيفة الفرنسية “ليبراسيون”، في عددها اليوم الثلاثاء، تحقيقا مفصلا تصدّر غلافها مع صورتين لامرأتيْن يتضمن “شهادات قوية تُكشف لأول مرة” خرجت فيها امرأتان فرنسيتان تُدينان دارفور باغتصابهما واعتداءات جنسية مارسها عليهن طيلة سنوات لم يجرُؤن على البوح بما تعرضن له.
وفي وقتٍ يجري التحقيق في عدد من التهم الموجهة إلى مقدم الأخبار السابق الذي يظل متشبثا بنفي كل التهم ورفضها، أضاف المصدر الإعلامي ذاته، أن نساء أخريات تقدمن خلال الأيام الأخيرة الماضية شكايات جديدة ضد دارفور، قصد “تنبيه نظام العدالة بشأن الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وفق رواياتهن، التي تؤكد أنهن “كنّ نتيجة استغلال دارفور مكانتها في عالم الكتب لإساءة استخدامها”.
وفي تحقيقها، تنقل “ليبراسيون” لحظات بوح حصرية وشهادات مسهبة للنساء الثلاث اللائي يقفن وراء إطلاق مسار الإجراءات القانونية الأخيرة ضد دارفور؛ مؤكدة أن “نقطة مشتركة جامعة تبرز من خلال قصصهن: هي حدوث هذه الوقائع في عالم النشر والثقافة، الذي طالما تمتع فيه باتريك دارفور بشخصية قوية وسلطة نافذة فيه.
وبينما تثير النساء المشتكيات والضحايا المفترضات لدارفور قضية “إرضاء الذات” في وسط يَعرف فيها كثير من الناس “سلوك الشخصية الإعلامية والثقافية تجاه النساء”؛ اختارت محامية الإعلامي الأسبق عدم التعليق على القضية، مكتفية بالقول إن “موقف باتريك دارفور معروف من هذه القضية ويظل متشبثا بالنفي”.
يشار إلى أن دارفور، الوجه الأسبق على شاشة”TF1″ ، بدأ، خلال شهر ماي الماضي، مسار “دعوى قضائية، لم تتقدم منذ ذلك الحين”، ضد 16 امرأة بسبب “إدانات افتراء وادّعاءات”؛ بينما رفع الإعلامي ذاته “دعوى تشهير” ضد صحيفة فرنسية كانت قد نشرت شكايات نساء في عام 2021؛ ويُنتظر أن تبدأ المحاكمة في يوليوز 2023.