ككل سنة, تصبح عملية تدبير جمع النفايات والحفاظ على نظافة الشوارع والفضاءات خلال عيد الأضحى هاجسا لكل المواطنين وتحديا للشركات المفوض لها تدبير هذه العملية ولعمالها. ويبدو أن الحملات التحسيسية في ظل أزمة المناخ المستفحلة حاليا بدأت تؤثر في سلوكيات الناس, وإن كانت بنسب متفاوتة.
وكتقييم لعملية تدبير جمع النفايات, قال بوجمعة الموجي, الكاتب العام لجمعية حماية المستهلك بالدار البيضاء, إنه يلاحظ تطورا ملموسا في عملية تدبير النفايات من خلال العمل الدؤوب الذي قامت به الشركة المكلفة بذلك؛ فقد كانت هناك دوريات للشاحنات من أجل احتواء النفايات التي تعرف تكاثرا في هذه المناسبة. كما أشاد بالمجهود الجبار الذي قام به عمال النظافة من أجل الحفاظ على نظافة المدينة.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن الحملات التحسيسية تؤتي أكلها إلا أنه يجب القيام بمجهودات أكثر من أجل ترسيخ السلوكيات الصحيحة لدى المواطن الذي يعد فاعلا في عملية الحفاظ على نظافة الأحياء والفضاءات, ليس فقط من أجل الساكنة وإنما أيضا لإعطاء نموذج للأجانب.
كما لمس عبد اللطيف حراري, رئيس الجمعية التضامنية لحماية المستهلك-البرنوصي, تطورا هائلا, حسب قوله, في إستراتيجية المجتمع المدني الذي استطاع أن يلامس ساكنة الحي ووفر الآليات من أجل انخراطهم في عملية الحفاظ على نظافة الأحياء والأزقة كتوفير الأكياس البلاستيكية المخصصة للنفايات والزامهم بوضع النفايات في الأماكن المخصصة لذلك.
وأكد حراري على ضرورة استمرارية نهج الحملات التوعوية بخصوص تدبير النفايات، من أجل الحفاظ على البيئة في ظل أزمة المناخ.
من جهة أخرى, صرح مستخدم في شركة النظافة بأنه، بالإضافة إلى المجهودات التي قاموا بها من قبيل تكثيف فرق النهار والليل وتخصيص دوريات على رأس الساعة لتنظيف الشوارع, يجب إلزام وتوعية المواطنين الذين يعدون فاعلا رئيسيا في نجاح هذه العملية, بشكل مكثف من أجل أن يكتسبوا سلوكيات صحيحة فيما يخص تدبير النفايات.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه لا تزال هناك فئة من المواطنين لا تعير اهتماما لأهمية نظافة البيئة؛ من قبيل عدم الحفاظ على جلود الأضاحي ورميها في الشارع العام أو عدم إزالة الحجر الذي يستخدم في عملية شي الرؤوس أو عدم رمي النفايات في الأماكن المخصصة لها, الشيء الذي يقوض مجهودات عمال النظافة ويصعب من مهامهم ولا يساعد في النجاح على الحفاظ على بيئة نظيفة وسليمة.
*صحفية متدربة