بمقهى الأقواس، على مقربة من ساحة سيدي معروف القديمة بالقريعة وسط الدار البيضاء، حزن عميق يخيم على مرتاديها بعد فقدان أحد زبائنها الأوفياء.
عدد من أبناء حي لالة الياقوت بمقاطعة الفداء توافدوا على المقهى ولا حديث بينهم سوى عن ذكريات جمعتهم بعبد الحق خيام؛ واحد من الرجال الذين سهروا على أمن المغاربة وحمايتهم من خلايا إرهابية.
أحد زبائن المقهى قال لجريدة هسبريس الإلكترونية والحزن يغلبه: “هنا كان يجلس عبد الحق، ولا يمكن أن يمر يوم دون قدومه للمقهى وملاقاة الأصدقاء”، وأضاف: “كان رجلا خلوقا، محبا لحيه وأبنائه كما يحب وطنه”.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن خيام “كان يحل باستمرار بالمقهى، ويجالس أبناء الدرب الذين ترعرعوا معه، ويسأل عن حالهم ويقدم للمحتاجين مساعدات باستمرار”.
صديق آخر كان من بين من جالسوا الراحل بالمقهى آخر مرة قبل دخوله المصحة للعلاج، تحدث بحرقة عن عبد الحق الخيام، كاشفا أنه أخبره حينها بآلام، ليتلقى في اليوم التالي خبر دخوله المصحة.
وعلى مقربة من منزل جدته بالحي ذاته الذي نشأ فيه، تحدث عدد من معارف الراحل وأقاربه عن طيبته وأخلاقه العالية وتواضعه مع أبناء الحي.
وقال أحد الجيران في حديث لهسبريس: “عبد الحق خيام كان رجلا شعبيا، كان دائم الجلوس مع العائلة والأصدقاء بالمقهى، يساعد الجميع، عبد الحق كان صديق الصغار والكبار”.
أما إحدى السيدات، تحدثت إلينا والدموع تغالبها، فشددت على أن “عبد الحق شخص لن يتكرر. ولو أنه وصل مستوى عاليا، فقد ظل متواضعا ويتواصل مع المواطنين”.
وتعرف مقبرة الشهداء بأولاد زيان، في هذه الأثناء، حضورا أمنيا مكثفا، حيث سيوارى جثمان الراحل الذي توفي فجر اليوم الثلاثاء بمستشفى الشيخ خليفة.