لم تخلُ عملية “مرحبا 2022” لمواكبة استقبال أفراد الجالية المقيمين بالخارج، التي انطلقت بداية شهر يونيو المنصرم بعد إعادة فتح المعابر الحدودية لمليلية وسبتة المحتلتين، من مشاكل وصعوبات أمام المسافرين فرضتها الإجراءات الجديدة المتفق عليها بين المغرب وإسبانيا لعبور الأشخاص والعربات.
وأثار سؤال كتابي لمحمادي توحتوح، النائب البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار، موجه إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج موضوع “عملية العبور من باب مدينة مليلية المحتلة”.
ويأتي السؤال الكتابي بعد تسجيل مجموعة من الشكايات لدى أفراد الجالية المقيمة بالخارج العائدين إلى أرض الوطن، من خلال ثغر مليلية المحتل، ضد المشاكل التي عانوا منها هذه السنة في ظل هذه الإجراءات الجديدة المعمول بها من طرف المغرب وإسبانيا بعد إعادة فتح المعابر الحدودية منتصف شهر ماي المنصرم.
وقال توحتوح إن “الجالية التي تدخل المغرب عبر معبر مليلية تواجه صعوبات بسبب قلة الشبابيك والعناصر التي يمكنها القيام بعملية الفحص والتأشير على الدخول؛ ما يتطلب انتظار وقت طويل وفي ظروف جد صعبة، لكون المعبر لا تتوفر فيه ظروف الاستقبال والانتظار خاصة مدينة مليلية المحتلة”.
واستفسر السؤال الكتابي للنائب البرلماني عن إقليم الناظور الوزيرَ عن الإجراءات العامة الواجب اتخاذها لتحسين ظروف استقبال وتسريح عملية العبور، لجعل المعبر في مستوى المكانة التي تستحقها الجالية المغربية.
مراد، أحد أفراد الجالية المقيمين بالخارج القادم من مدينة روزندال بهولندا رفقة أسرته، قال، في تصريح لهسبريس، إن “استقبال هذه السنة كان محفوفا بمجموعة المشاكل عند معبر مدينة مليلية، حيث خلت رحلتنا تماما من أية صعوبة منذ انطلاقنا من روزندال، وبمجرد ما وصلنا إلى مليلية اضطررنا إلى انتظار ساعات طويلة أمام للعبور”.
وأضاف المتحدث قائلا: “تكدسنا في ساحة على مقربة من المعبر كانت سابقا مخصصة لإعداد السلع من طرف مزاولي التهريب المعيشي، وحين استفسرنا عناصر الأمن عن هذا السلوك أخبرونا أنهم اضطروا إلى ذلك كأسلوب لتقليل الطوابير الطويلة التي تسببت في مشاكل الحركة والمرور داخل المدينة”.
وأوضح مراد أن “جميع المسافرين قضوا ساعات طويلة في انتظار دورهم تحت أشعة الشمس الحارقة والظروف اللا إنسانية وانعدام المراحيض والمرافق العمومية”، مؤكدا “أن المعاناة كانت حدتها أشد على المرضى والمسنين الذين لم تؤخذ وضعيتهم بعين الاعتبار من طرف المشرفين على هذه العملية”.
وكشف مواطن آخر، عبر مكاملة هاتفية مع هسبريس، “أن الإجراءات الجديدة المعمول بها، من قلة الشبابيك والعناصر الأمنية، تسببت في تكدس سيارات ومسافرين على متن ثلاث بواخر أمام المعبر؛ الأولى من موتريل، والثانية من مالغا، والثالثة من ألميريا.. ولا تفصل بينها سوى ساعات, وأمام طول الانتظار، يتسبب هؤلاء المسافرون القادمون على متن هذه البواخر في خلق طوابير كبيرة”.
هذا بالنسبة لداخل مدينة مليلية، أضاف المتحدث، أما خارجها فالوضع لا يختلف كثيرا عند المعبر حيث نضطر كذلك إلى الانتظار لمدة طويلة أمام إجراءات طبع جواز السفر التي يشرف عليها عدد قليل من الموظفين، وكذلك إجراءات التفتيش من طرف الجمارك؛ وهو ما أصبح معه لزاما، ختم مراد حديثه إلى هسبريس، “تدخل الجهات المسؤولة لمعالجة الوضع بتسهيل الإجراءات وتوفير موظفين وشبابيك إضافية”.