علم موقع “برلمان.كوم” من مصادره أن قوات الأمن طوقت صباح اليوم الأحد المقر المركزي لحزب الاستقلال بالعاصمة الرباط، الذي كان من المقرر أن يحتضن أشغال مؤتمر استثنائي لجمعية “فتيات الانبعات” التابعة للحزب الذي دعا إليه تيار ولد الرشيد.
وأضافت ذات المصادر، أن عددا كبيرا من سيارات الشرطة تواجدت منذ الصباح أمام مقر حزب الاستقلال لمنع عقد هذا المؤتمر.
ويبدو أن حزب الاستقلال الذي يعتبر من أعتد وأقدم الأحزاب الوطنية والذي تفرعت منه عدة أحزاب تتواجد الآن بالساحة، أصبح بيد بعض الأشخاص همهم الوحيد هو البحث عن الامتيازات والتموقع داخل الحزب أو خارجه.
وإذا كانت الأيادي تشير إلى عبد القادر الكيحل الذي ظل حتى الأمس القريب أحد مناصري حميد شباط الأمين العام السابق، قبل أن ينقلب على عقبيه ويصبح من أنصار الأمين العام الحالي، نزار بركة، فإن أصابع أخرى تتوجه إلى جهات خارجية تسربت إلى داخل الحزب، علما أنه لا علاقة تاريخية تربطها بهياكل حزب الاستقلال.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن عددا من النواب البرلمانيين في حزب الاستقلال أصبحوا يقدمون ولاءهم لأشخاص تم إبعادهم من طرف المحكمة الدستورية، على غرار النائب البرلماني السابق الذي فقد مقعده مؤخرا، والذي كان رئيسا للفريق بمجلس النواب. هذا الأخير الذي أصبح من الموالين للأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، بل لم يقف عند هذا الحد، وتعداه إلى جر عدد من النواب البرلمانين المعروفين بولاءهم لإلياس، الشيء الذي يفسر ويوضح جليا الحالة التي أصبح عليها حزب الراحل علال الفاسي في عهد نزار بركة، الذي أصبح الحزب في عهده ضعيفا بسبب عدم قدرته على التحكم في الأمور بداخله وقيادته.
ويشهد حزب الاستقلال في الآونة الأخيرة صراعا وتطاحنات كبيرة بين أنصار نزار بركة وأنصار ولد الرشيد، القيادي داخل الحزب، الذي لعب دورا كبيرا في تولي بركة منصب الأمين العام وإزاحة حميد شباط، هذا الصراع الذي انتقل إلى جمعية “فتيات الانبعاث”، وهي جمعية تابعة لمنظمة الشبيبة الاستقلالية ترأسها إنصاف الشراط، عضو المكتب التنفيذي للشبيبة، وتشتغل أيضا بديوان وزير الصناعة والتجارة الاستقلالي رياض مزور ومعروفة بقربها من عبد القادر الكيحل.
يبدو إذن أن حزب الاستقلال في طريقه لأن يشهد خلال الأيام القليلة القادمة انقسامات بسبب الحروب الداخلية التي أصبح يعيشها في عهد نزار بركة، وبسبب الممارسات التي أصبح عليها هذا الحزب الذي كان يضرب له ألف حساب من طرف خصومه في الساحة، وكذا بسبب التسيب الذي يعرفه وبجشع عدد من أعضائه الذين أصبحوا يتجاوزون القانون الداخلي للحزب ويبحثون عن مصالحهم وتموقعهم حتى وإن اقتضى الأمر التحالف مع أشخاص لفظهم المغاربة منذ مدة.