جدل أثير داخل ندوة بمعرض الكتاب موضوعها “كاتبات نساء”، هَمّ طبيعة الأدب، وتأنيثه وتذكيره، ووجود “أدب نسائي” أو “نسوي”، من عدمه، والداعي إلى جمع كاتبات بناء على جنسهن لا بناء على مواضيع الكتابة والاهتمامات والتخصصات.
جمع هذا اللقاء، في الدورة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، كاتبات هن عائشة بلعربي، فوزية طالوت المكناسي، بثينة أزمي، نورة بوقفطان، وبهاء طرابلسي التي تشبثت بالتنديد بعزل الكاتبات في هويتهن الجنسية، بدل هويتهن الكتابية.
سناء غواتي، أستاذة جامعية بجامعة ابن طفيل – كرسي إيسيسكو للأدب والفنون المقارنة، كانت من بين الحاضرين في اللقاء.
وقالت غواتي في تصريح لهسبريس: “المشكل الذي يسيء للكاتبات هو حصرهن في جنسهن، لا في نوعية الكتابة التي يكتبنها”.
وأضافت المصرحة: “عندما تناقَش مشاكل كبيرة لا يتم استدعاؤهن، بل يُستَدعى الرجال، ما يتطلب اعترافا بكون المرأة الكاتبة لها قدرة على أن يكون لديها خطاب أدبي، وخطابها يمر عبر الكتابة”.
وتابعت غواتي: “توجد نساء يكتبن رواية وعند قراءتها لا تعرف هل هي امرأة أو رجل؛ فمسألة النوع ينبغي تجاوزها، وألا تبقى المرأة محصورة مع النساء، بل أن تتحدث مع الرجال بصفة عامة، لا أن تحصر في نوعها”.
وقدمت الأكاديمية مثالا بآسية جبار، التي “يمكن أن الجزائر لم تعترف بها ككاتبة، لكن في فرنسا وصلت إلى الأكاديمية الفرنسية، وهذا ليس أمرا متاحا للجميع”، وزادت: “كذلك زكية داود الكاتبة المعترف بها في جميع المجالات، وبهاء الطرابلسي، الكاتبة التي لها وزن كبير”.
وقرأت غواتي موقف الطرابلسي المعبر عنه داخل الندوة في ظل “انزعاجها من حصرها دائما في الكتابة النسائية، وتطلعها للحديث عن مواضيع أخرى، مثل الحريات والتربية الجنسية”.
مثل هذه الأنشطة “تمييزية بامتياز”، وفق المصرحة؛ لأنها “تقصي الرجل، علما أن هناك رجالا كتبوا روايات عن المرأة؛ وإذا أخذنا إدريس الشرايبي في ‘الزمن البسيط’، أولى روايته، فقد تحدث عن المرأة ودافع عنها، وعبد الحق سرحان في ‘مسعودة’، أو الطاهر بن جلون في ‘حرّودة’ دافعا عن المرأة، فلماذا لا نسمي هذا أدبا نسائيا؟”.
وواصلت المتحدثة ذاتها: “المرأة أيضا تتحدث عن الرجل، وأمور أخرى في الحياة، والحريات، فلماذا نحصرها في مجال لوحدها للحديث عن المرأة؟”.