في ظل تصاعد المخاوف من داء الحصبة “بوحمرون”، أطلقت المديرية الاقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالناظور حملة شاملة للحد من انتشار هذا المرض شديد العدوى. وتهدف هذه الحملة، التي بدأت في أكتوبر 2024 وتم تمديدها حتى نهاية يناير 2025، إلى استكمال تطعيم الأطفال دون سن 18 عامًا، والتحقق من حالة تلقيحهم وفق الجدول الوطني.
داء الحصبة، المعروف أيضًا بـ”بوحمرون”، يُعد من أكثر الأمراض انتشارًا وخطورة، خاصة بين الأطفال غير الملقحين. وينتقل المرض عبر الهواء أو ملامسة إفرازات المصابين، ويتسبب في أعراض تبدأ بالحمى الشديدة والسعال، وتنتهي بمضاعفات خطيرة تشمل الالتهاب الرئوي، التهاب الدماغ، والإسهال الحاد.
بحسب التقارير الرسمية، يُعد الأطفال دون الخامسة، النساء الحوامل، والمصابين بضعف المناعة الأكثر عرضة للمضاعفات القاتلة. وتشير الإحصائيات إلى أن المرض قد يؤدي إلى وفاة من 1 إلى 3 أطفال من بين كل 1000 مصاب.
جهود التلقيح والمكافحة
للحد من تفشي المرض، تؤكد مديرية وزارة الصحة بالناظور على أهمية التلقيح باعتباره الحل الوحيد الفعّال. ويتضمن برنامج التلقيح الوطني جرعتين، الأولى عند عمر 9 أشهر والثانية في عمر 18 شهرًا، مع معدل فعالية يصل إلى 97%.
في إقليم الناظور، تم حتى 24 يناير 2025 تلقيح 27.35% من الأطفال غير الملقحين بشكل كامل، فيما حققت الحملة نسبة بلغت 83.71%. وتم استكمال تلقيح أكثر من 15,000 طفل ضمن الجهود الرامية للوصول إلى الحماية الجماعية.
التحديات والوعي المجتمعي
على الرغم من الجهود المبذولة، يواجه القطاع الصحي محليا الكثير من التحديات، أبرزها عزوف الأهالي عن التلقيح بسبب المعلومات المغلوطة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تفاقمت بعد جائحة كورونا. من هنا، انخرطت السلطات المحلية والجمعيات التعليمية في تنظيم حملات توعية مكثفة عبر المراكز الصحية، المؤسسات التعليمية، وحتى السجون، للتشجيع على تلقيح الأطفال وضمان سلامتهم.
الوضعية الوبائية الراهنة
تُظهر الإحصائيات أن إقليم الناظور سجّل حالة واحدة مؤكدة و29 حالة مشتبه بها في عام 2024، مع استمرار تسجيل 12 حالة مشتبه بها في يناير 2025.
ختامًا، أهابت مديرية وزارة الصحة بجميع المواطنين الانخراط في جهود التلقيح، مشددة على أهمية الوصول إلى مناعة جماعية تحمي الأطفال والمجتمع بأسره من خطر هذا الوباء.