تفاعلا مع رفض المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بناصر بمدينة ورزازات استقبال وعلاج شاب في عقده الثاني، تعرض لكسر على مستوى رجله اليسرى، قادما إليه من دوار تيمارغين بجماعة تزارين التابعة للنفوذ الترابي لإقليم زاكورة، طالب عدد من الحقوقيين والجمعويين بجهة درعة تافيلالت وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب، بفتح تحقيق في القضية.
ورفض عدد من الحقوقيين، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، “عدم تقديم العلاج للشاب بمستشفى ورزازات من طرف الطبيب المداوم، الذي طلب منه العودة إلى زاكورة، حيث أصله ومسكنه”، موضحين أن “هذا التصرف غير مهني”، وموردين أن “على الوزارة الوصية التدخل لوضع حد لمثل هذه التصرفات الاستفزازية، خاصة أننا في مملكة واحدة يحكمها ملك واحد وقانون واحد”، وفق تعبيرهم.
الحسين اين ميمون، فاعل حقوقي بإقليم زاكورة، أورد أن “الاجتهادات التي قام بها المستشفى لرفض علاج شاب تعرض لكسر على مستوى رجله (كونه من إقليم زاكورة) غير قانونية ويمكن إدراجها في خانة الشطط”، مضيفا: “جميع التبريرات التي يمكن أن يتقدم بها الطبيب المعني وإدارة المستشفى لا معنى لها، لأن المريض عندما يلجأ إلى المؤسسة الصحية يجب أن تقدم له العلاجات الضرورية، ويبقى مشكل الاختصاصات بين المستشفيات من مسؤولية الوزارة الوصية”.
في المقابل، أكد إبراهيم غنو، فاعل جمعوي من مدينة ورزازات، أن “المستشفى الإقليمي سيدي حساين كثيرا ما يتعامل مع المرضى الوافدين من الأقاليم المجاورة بالطريقة نفسها”، موضحا أن “حالة الشاب الذي رفض علاجه بالأمس هي من بين عشرات آلاف الحالات التي واجهت المصير نفسه”، وزاد: “بعض المرضى يموتون في الطرقات بسبب المشكل نفسه، وبسبب غياب الضمير المهني لدى بعض الأطباء ومسؤولي الصحة”.
وطالب المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، وزير الصحة والحماية الاجتماعية بفتح تحقيق في هذه الواقعة الخطيرة التي تتكرر كل يوم في المستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر، وإيفاد لجنة لتقصي الحقائق بالمستشفى “الذي أصبحت الخدمات الطبية فيه غير مرضية”، مطالبا أيضا رئاسة النيابة العامة بتكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح تحقيق في رفض علاج الشاب المصاب بكسر، ومعاقبة المتورطين في الرفض.
وأثار رفض المستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات تقديم العلاج لشاب عشريني قادم من إقليم زاكورة ردود فعل متباينة بين عدد من الحقوقيين والجمعويين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بضرورة عدم ترك هذه القضية تمر دون عقاب أو محاسبة على الأقل، ملتمسين من الوزارة الوصية إجراء تغيير واسع في المنظومة الإدارية للقطاع الصحي بالإقليم.
وأكد عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بإقليمي زاكورة وورزازات أنه “سيتم التنسيق بين الإقليمين في الأيام القليلة المقبلة من أجل إعداد برنامج نضالي سيكون شعاره ‘الصحة حق مشروع والمغرب واحد’”، موضحين أن “التنسيق سيقوم بتنظيم وقفات وتظاهرات احتجاجية أمام بوابة المستشفى الإقليمي بورزازات، لإيصال صوت المقهورين إلى الجهات المسؤولة على مستوى المركز”، وفق تعبيرهم.
وفي تعليق على الموضوع، كشف مصدر مسؤول في قطاع الصحة والحماية الاجتماعية، في تصريح مختصر، أن المستشفى الإقليمي بورزازات يعاني من ضغط كبير، وذلك بسبب توافد مرضى الأقاليم المجاورة، موضحا أنه “كان هناك مرضى من مدينة ورزازات والإقليم ينتظرون دورهم للعلاج أثناء ولوج الشاب المعني إلى المؤسسة الصحية”، وزاد: “لا يمكن ترك أبناء المدينة والإقليم يموتون، علما أن لكل إقليم أطباءه وممرضيه”.
يذكر أن الشاب المصاب بكسر على مستوى رجله رفضت مصحة خاصة بمدينة ورزازات أيضا استقباله، ليتم بفضل محسنين نقله إلى مصحة خاصة بمدينة مراكش، حيث تم إخضاعه ليلة أمس لعملية جراحية، ومن المحتمل أن يضع شكاية مباشرة لدى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بورزازات بعد تماثله للشفاء ضد إدارة المستشفى سيدي حساين بناصر، لكونها رفضت علاجه.