أطلق فاعلون جمعويون بالناظور على منصات مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتبرع بالكتب لفائدة مكتبة القمر، التي فتحت أبوابها بالمدينة ذاتها مؤخرا في وجه العموم بعد الانتهاء من أشغال تشييدها.
ولقيت الحملة تجاوبا كبيرا على صفحات موقع “فيسبوك”، حيث استقبلت مكتبة الورياشي بالناظور التي عهد إليها أمر جمع إسهامات المتبرعين المئات من الكتب في مختلف المجالات المعرفية بعد أيام قليلة على إطلاق الحملة.
وقالت زلفى أشهبون، رئيسة رابطة الكتاب الشباب بالريف: “تفاعلا مع إحداث أول مكتبة عمومية بمدينة الناظور التي تفتقر إلى المراكز والأندية والدور الثقافية العمومية، راسلنا باسم الرابطة الوزارة الوصية على قطاع الثقافة لدعم المكتبة وتأثيث رفوفها بالكتب؛ غير أن هذه البادرة لم تحظَ بتجاوب الوزارة”.
وأضافت المتحدثة: “أصر مكتب الجمعية أن يكون في خدمة ثقافة الإقليم، ولأننا مدينون للسيد يحيى قمر بالشكر الجزيل، نظير خدمته الثقافية الفريدة بالتبرع بالمكتبة التي ستكون كعبة القراء والطلبة والأساتذة الباحثين بعد افتتاحها الرسمي، بادرنا إلى طرق أبواب مؤسسات أخرى نذكر منها جماعة الناظور لدعم المكتبة، ولو أن كل الأبواب ما زالت موصدة في وجهنا حتى الآن، لم نتراجع أبدا، فلجأنا إلى طرق دعم ذاتية وشخصية”.
وأكدت أشهبون أن “الرابطة وفرت مبلغا مهما لشراء 100 كتاب أدبي تمّ تسليمها يوم 29 يوليوز المنصرم لمكتبة قمر العمومية. كما نشرت الرابطة دعوة موجهة إلى كل الكتّاب والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي للتبرع بكتبهم وإصداراتهم وكذا الدراسات والأبحاث والمجلات ووضعها رهن إشارة طلبة العلم والمعرفة”.
وتابعت رئيسة رابطة الكتاب الشباب بالريف، في تصريحها لهسبريس، أن “هذه الخطوة جاءت موازاة مع النداء الذي أطلقه المكتب المسير لمكتبة قمر على إنستغرام للتبرع بالكتب وتم تقاسمه على صفحات التواصل الاجتماعي، في انتظار التبرعات والتفاتة المؤسسات المعنية بهذا القطاع على رأسها وزارة الشباب والتواصل والثقافة”.
ومن جهته، قال لخضر الورياشي، كاتب وصاحب مكتبة بالناظور، إن “ما أقدم عليه السيد يحيى قمر حيث أنشأ مكتبة عمومية من ماله الخاص لفائدة أبناء مدينته، من أجل التزود بالمعرفة واكتساب الثقافة والاطلاع على الآداب والفنون والعلوم الإنسانية المختلفة، يعتبر شرفا وفخرا وقيمة مضافة إيجابية لحاضر ومستقبل أجيال الناظور”.
وأضاف المتحدث قائلا: “إن الجميع مدعو إلى احتضان هذا الشرف وامتلاك الفخر، وبخاصة أهل الثقافة وأرباب القلم والفكر، للمشاركة والمساهمة بالكتب، بما يستطيعون من كثير أو قليل؛ وذلك في باب التعاون على البر والإحسان والفوز بأجر العلم الذي ينتفع به، ففي تراثنا الإسلامي أن من أعمال المرء الذي لا ينقطع: علم ينتفع به”.
يذكر أن المنعش العقاري يحيى قمر قام بمبادرة شخصية، قبل حوالي عام، بتشييد مكتبة عمومية بمواصفات حديثة من ماله الخاص بحي المطار بالنّاظور؛ وهي المبادرة التي لقيت استحسانا وتجاوبا كبيرا من طرف مختلف الفاعلين، خاصة أن الناظور ظلت تفتقد إلى مكتبة عمومية طالما شكلت أحد أهم مطالب الساكنة.