لا يزال الكثير من المواطنين المغاربة عالقين في معبر رفح بقطاع غزة، وسط انتقادات لوزارة الخارجية بسبب الإهمال، ومطالب بالتدخل من أجل تسهيل عبورهم نحو مصر.
ويعيش المغاربة العالقون بالقطاع المحاصر، جحيما بسبب الغارات الإسرائيلية التي لم تستثن أي مكان في القطاع، في ظروف يؤكد العالقون أنها مزرية، دون فراش ولا غطاء ولا تغذية، وفي رعب مستمر.
وحسب مقاطع مصورة لأطفال من جنسية مغربية، توصل بها موقع “لكم”، فإن مركز الإيواء الذي يعيشون فيه يفتقد لأبسط مقومات الحياة، في الوقت الذي يغيب فيه المسؤولون المغاربة، الذين يفترض تواجدهم بمعبر رفح من أجل تسهيل المغادرة نحو مصر.
محمد لبد، أحد المواطنين المغاربة العالقين في معبر رفح، أكد أن عدد المغاربة العالقين بقطاع غزة، يقدر بالمئات (حوالي 600 إلى700 شخص)، أغلبهم من النساء والأطفال.
وأوضح لبد في اتصال مع موقع “لكم” أن المسؤولين الدبلوماسيين المغاربة حددوا في 13 نونبر المنصرم لائحة أولى للمغاربة الذين سيغادرون غزة، لكن لم يتمكن سوى 30 شخصا من المغادرة.
وأكد المتحدث أن السبب يرجع إلى كون مندوب السفارة المغربية بالقاهرة، الذي تم إيفاده لمعبر رفح من أجل تسهيل عبور المغاربة، لم يتواجد سوى لبضع ساعات، وتمكن الأشخاص الذين تواجدوا حينها من العبور.
وأبرز لبد أن غالبية المغاربة العالقين، كانوا منتشرين في مناطق متفرقة من قطاع غزة الذي يتعرض للقصف المتصاعد، وبعد وصولهم بمشقة الأنفس، لم يتمكنوا من العبور رغم وجود أسمائهم بالكشف، لأن السلطات المصرية رفضت سفرهم لغياب مندوب السفارة المغربية بمصر، الذي مهمته تسهيل معاملاتهم ووثائقهم.
ولفت ذات المصدر إلى أن أغلبية الدول الأجنبية والعربية أجلت رعاياها، وكانت حريصة على أن يظل مندوب سفارتها موجودا بالمعبر إلى حين خروج آخر مواطن، والمطلوب الآن هو عودة مندوب السفارة، وأن تقوم وزارة الخارجية المغربية بالضغط على الاحتلال وعلى الخارجية المصرية لضمان عبور كل المغاربة.
ونبه إلى أن ظروف المغاربة العالقين مأساوية للغاية، في ظل القصف المتواصل في كل المناطق، و يعيشون في العراء أو في مراكز ايواء في ظروف غاية في السوء، في ظل نقص الغذاء والدواء وانعدام الأمن، علما أن هؤلاء الأشخاص أسماؤهم موجودة في اللوائح وجاهزون، وكل المطلوب أن يتواجد شخص من السفارة المغربية بالمعبر.
وقال المتحدث إن العالقين بمعبر رفح، عانوا الأمرين وخاطروا بحياتهم للوصول من مناطق بعيدة، وسط القصف والحصار، وحين وصلوا لم يتمكنوا من العبور بسبب غياب المسؤول المغربي، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا، لأن حياة هؤلاء العالقين الذين أغلبهم أطفال ونساء، في خطر.
وخلص لبد إلى التأكيد على ضرورة قيام المسؤولين الدبلوماسيين المغاربة بواجبهم في إخراج العالقين الموجودة أسماؤهم في اللوائح، على الأقل لمكان آمن بمصر، مع متابعة العمل مع الخارجية المصرية لإصدار لوائح جديدة تتضمن أسماء من تبقى من المغاربة.