أمام الارتفاع التدريجي لحالات الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد على امتداد الأيام الماضية، دعا مجموعة من الخبراء المغاربة إلى الإقبال على مراكز التطعيم من أجل تلقي الجرعة الثالثة من اللقاحات المعتمدة في المغرب.
وعلى الرغم من حملات التحسيس التي تقودها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمعية شركائها، فإن الإقبال على الجرعة الثالثة ما زال ضعيفا في ظل عودة المجتمع إلى الحياة شبه الطبيعية بعد تحسن الوضعية الوبائية منذ أواخر فبراير الفائت.
ولم تتعد حصيلة الملقحين بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس التاجي، إلى حدود يوم أمس، 6 ملايين و489 ألفا و371 شخصا؛ فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليونا و327 ألفا و71 شخصا، مقابل 24 مليونا و844 ألفا و104 أشخاص تلقوا الجرعة الأولى.
وبدا لافتا تصاعد حالات الإصابة بفيروس “كوفيد-19” في المنظومة الصحية العالمية، وهو ما أرجعته الفعاليات الطبية إلى بروز ملامح موجة جديدة في فصل الصيف؛ غير أنها طمأنت الناس بأنها ستكون أقل شراسة بفعل “المناعة الطبيعية” المكتسبة.
وفي هذا السياق، قال إحسان المسكيني، باحث في علم الفيروسات، إن “متحور كورونا أنتج متحورات فرعية أخرى، أحدها بات ينتشر بشكل ملحوظ في المغرب مع حركية السياحة الداخلية والخارجية”.
وأضاف المسكيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الإصابات اليومية بكوفيد-19 وصلت إلى 1600، وهو رقم سيرتفع مستقبلا في فصل الصيف، اعتبارا لتزامن العطلة مع عيد الأضحى”.
وتابع الخبير عينه: “ينبغي على كل الفئات المستهدفة من الجرعة الثالثة التوجه نحو مراكز التلقيح، لا سيما الفئات الهشة التي تعاني من الأمراض المزمنة، بما من شأنه التصدي لأي موجة مستقبلية”.
وأكد المتحدث أن “الموجة الوبائية الجديدة ستكون متوسطة بخلاف الموجات السابقة، بالنظر إلى المناعة الطبيعية المكتسبة بعد الإصابة بالمرض، وتقدم وتيرة تلقيح الأفراد عبر العالم؛ الأمر الذي سيجعلها الأقل انتشارا، وبالتالي انخفاض نسبة الإماتة”.
فيما أورد البروفيسور سعيد متوكل، طبيب مختص في الإنعاش، بأن “اللغط الذي صاحب الجرعة الثالثة هو الذي تسبب في ضعف الإقبال عليها من لدن المغاربة، إلى جانب العياء النفسي من تبعات الجائحة”.
وأوضح متوكل، في حديث لهسبريس، أن “الجرعة الثالثة تعزز المناعة الجماعية للأفراد، لا سيما الذين يتجاوز عمرهم 65 سنة؛ وذلك وفقا للأبحاث العلمية والتجارب السريرية التي أجراها خبراء الصحة بالعالم”.
واستطرد: “82 في المائة من حالات الإصابة التي واجهت خطرا صحيا لم تكن ملقحة بالشكل الكامل في المغرب؛ ما يستدعي ضرورة تلقي تلك الجرعة المعززة لتفادي الآثار الجانبية الخطيرة للمرض”.
وخلص متوكل إلى أن “اللقاح لا يحمي الشخص من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بل يحميه من الآثار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وهو ما ينبغي أخذه بعين الاعتبار”.