التعرض لأشعة الشمس بقدر ما هو مفيد لصحة الإنسان بقدر ما أنه إذا ما تم بطريقة عشوائية قد يؤدي إلى أمراض جلدية كثيرة، أخطرها السرطان؛ وهو ما يتطلب أخذ الحيطة والحذر، وتتبع خطوات معينة لتكون هناك استفادة سليمة.
وفي هذا الإطار، تحدث الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، عن الآثار الإيجابية للتعرض لأشعة الشمس ومخاطرها وأيضا سبل الوقاية من أعراضها السلبية.
وقال حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، إن “الشمس حليف لصحة الإنسان إلا أن التعرض لها بشكل عشوائي يمكن أن يخلق مشاكل كبيرة”، مفيدا بأن الشمس وضوءها لها تأثير فيما يرتبط بالتزود بالفيتامين “د” خاصة الأشعة فوق البنفسجية “ب”.
وتابع الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية قائلا إن “خلايا الجلد تمنحنا هذا الفيتامين الذي يحارب أمراضا عديدة؛ منها الكساح ولوسيبولوز لدى الأشخاص الكبار. كما تساهم في نمو الأطفال الصغار”، إذ ينصح بضرورة التعرض لضوء الشمس ما بين 15 إلى 30 دقيقة.
ومن ضمن إيجابيات التعرض لأشعة الشمس، ذكر المتحدث ذاته تقوية العظام والحماية من الكسور، ناهيك عن المساهمة في التحكم في الساعة البيولوجية لجسم الإنسان؛ وهو ما يساهم في ضبط النوم وحرارة الجسم والهرمونات والذاكرة، قائلا: “هي أمور لها علاقة بالساعة البيولوجية أو الساعة الداخلية التي توجد في دماغ الإنسان وضوء الشمس يساهم في تنظيمها”.
وحسب حمضي، فهي “تمكننا من النوم بشكل جيد”، قائلا: “في آخر اليوم، جسم الإنسان يفرز هرمون الميلاتونين الذي يسهل النوم؛ ناهيك أن الشمس تحسن المزاج وحالة الإنسان النفسية، وأثبتت الدراسات أن لها مفعولا ضد الاكتئاب”.
وأشار الطبيب إلى أن التعرض لأشعة الشمس “له دور كبير في تقوية المناعة؛ لهذا، نلاحظ أنها في الشتاء تكون الأمراض كثيرة، في حين في الصيف والربيع تقل”، متابعا: “كما أنها تساهم في التقليل من مشاكل الانتباه والحركية، وتقلل من فرط الحركة، وتساعد على التعلمات وعمل الدماغ، وتعالج عددا من أمراض الجلد كالصدفية وحب الشباب والكزيما”.
أما عن مخاطر التعرض لأشعة الشمس، فذكر حمضي إمكانية الإصابة بضربات الشمس التي تمنح حروق من الدرجة الأولى أو الثانية وحتى الثالثة، إضافة إلى التسبب في الحرارة الداخلية لجسم الإنسان لتصل إلى 39 أو 40 درجة؛ مما يمكن أن يؤدي إلى القيء أو الإرهاق.
وأوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أنها “تؤدي إلى حساسيات. كما أن هناك أدوية عند تناولها يمنع منعا كليا التعرض للشمس، وحتى عند استعمال بعض المواد التجميلية والعطور؛ ناهيك عن إمكانية التعرض لحروق في شبكة العين”.
وأكد حمضي أن أشعة الشمس تؤدي على المدى الطويل إلى شيخوخة جسم الإنسان وكذلك سرطان الجلد، متابعا: “منذ أكثر من 70 سنة، أظهرت الأبحاث أن التعرض المفرط للشمس قد يؤدي إلى سرطان الجلد”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “مفعول الشمس في هذا الإطار هو مفعول تراكمي على مر السنين، أي أن مفعول الشمس يتراكم سنة عن أخرى ولا يذهب”، موضحا: “مثلا هذه السنة، تعرضت للشمس في الصيف، ولم أتعرض لها طيلة السنة فإن ذلك المفعول لا يذهب؛ بل يظل وينضاف إليه مفعول السنة المقبلة، ويظل في ذاكرة الجلد حتى ينتج عنه سرطان”.
وقدم حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، نصائح للاستفادة من الشمس دون مخاطر، داعيا إلى ضرورة تفادي التعرض لها في أوقات الذروة والخروج فقط صباحا أو عند اقتراب الغروب، وموصيا أيضا عند الخروج “اللجوء دائما إلى الظل مع ارتداء القبعات ذات الحجم الكبير وارتداء نظارات تحمي العينين”.
وأوصى حمضي كذلك بارتداء ملابس لونها أبيض وتفادي تبليلها بالماء، قائلا: “الملابس البيضاء إذا ما كانت مبللة فإنها تسمح بتمرير الأشعة أكثر من اللازم”، موصيا أيضا بوضع الواقي الشمسي المناسب للجلد وللنشاط الذي سنقوم به وتجديده كل ساعتين، مؤكدا أنه حتى في حالات وجود الضباب يجب الالتزام بالاحتياطات نفسها وشرب الماء بكثرة وكذلك تناول الفواكه.