مع موجة الحرّ الشديدة التي تشهدها مختلف ربوع التراب الوطني، يلجأ أغلب المراهقين المغاربة إلى الشواطئ للهروب من لهيب الشمس، لكن بعضهم يقومون بالعديد من حركات السباحة الخطيرة التي قد تؤدي إلى الإعاقة الحركية الحسية طيلة الحياة.
ويختار بعض المصطافين القفز على الرأس في المناطق الجبلية الشاطئية، وهو ما دفع فعاليات طبية مختلفة إلى تحذير هذه الفئة الشابة من خطورة تلك الحركات، لأنها قد تعرّض صاحبها للكسر على مستوى العمود الفقري بسبب انخفاض منسوب المياه، والارتطام بقاع البحر.
وبهذا الخصوص، قال الدكتور ياسين يشو، طبيب باحث في العلوم العصبية وجراحة الجهاز العصبي بجامعة “باريس ساكلي”، إن “التوعية غائبة حول تلك الحركات الخطيرة في فصل الصيف، حيث نستقبل العديد من الحالات المؤسفة في مصالح جراحة الدماغ والعمود الفقري”.
وأضاف الدكتور يشو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “انخفاض منسوب مياه البحر خلال أي لحظة في الجزر، أو بين الموجتين، يجعل احتمالية الارتطام بقاع البحر مرتفعة للغاية، وتؤدي بشكل مباشر للكسر على مستوى العمود الفقري (الرقبة)”.
وأوضح الطبيب عينه أن “تلك الحركات قد تؤدي كذلك إلى تمزق النخاع الشوكي الذي يربط الدماغ بجميع أعضاء الجسم والعضلات، ما يتسبب في الموت نتيجة توقف القلب والجهاز التنفسي”، وزاد: “في أفضل الحالات، يؤدي التدخل الطبي والجراحي إلى الشلل الكلي لعضلات الجسم”.
وتابع المتحدث ذاته بأن “الخطورة تتجلى في كيفية نقل المريض إلى المستشفى؛ ذلك أن أي حركة للعمود الفقري قد تمزق النخاع الشوكي، غير أن الشواطئ المغربية لا تتوفر، للأسف، على الجهات الاحترافية التي يمكن أن تتعامل بدقة متناهية مع هذه الحالات”.
وأردف الطبيب المغربي بأن “جميع مصالح جراحة الدماغ والأعصاب تشهد استنفاراً كليا خلال مواسم الصيف بفعل توالي هذه الحالات الخطيرة”، لافتاً إلى أن “المستشفيات تستقبل معدل حالتين في الأسبوع، وأكثر، خلال موسم الاصطياف”.
وخلص الطبيب، الباحث في العلوم العصبية وجراحة الجهاز العصبي، إلى أن “الرجوع للحالة الطبيعية شبه مستحيل بعد تمزق النخاع الشوكي”، خاتما بأن “إجراء عشرات العمليات الجراحية المعقدة وآلاف حصص الترويض الطبي يساعد المريض على التحكم في بعض العضلات فقط”.