يشهد العالم موجة وبائية “صامتة” لفيروس “كورونا” المستجد بعد أشهر من الاستقرار الصحي، لكنها تختلف عن نظيراتها السابقة بالنظر إلى انخفاض أعداد الوفيات والحالات الحرجة، ما جعل الجدل الطبي حول خطورتها “خافتا”.
ومع تحور فيروس “سارس كوف-2″، تنخفض شراسته رويدا رويدا، خاصة في ظل ارتفاع نسب التطعيم الجماعي واكتساب المناعة الطبيعية بعد المرض، وهو ما يساهم في تقليل الضغط على أقسام الإنعاش والعناية المركزة بالمؤسسات الاستشفائية.
بدوره، يعيش المغرب الوضعية الصحية نفسها، حيث عادت المؤشرات الفيروسية إلى الارتفاع من جديد مع حلول العطلة الصيفية التي تزامنت مع عيد الأضحى، ما دفع السلطات الصحية إلى تنبيه المواطنين لاتخاذ الإجراءات الوقائية المعروفة.
وفي هذا الإطار، قال إحسان المسكيني، باحث في علم الفيروسات، إن “متحور فيروس أوميكرون ‘بي إيه 5’، المنتشر حالياً بالمغرب، أدى إلى رفع أعداد المصابين بالمرض، لكن الإصابات ليست حرجة، بخلاف المتحور الأصلي”.
وأضاف المسكيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “أكثر من ستين بالمائة من المغاربة قد تلقوا جرعات التلقيح الأساسية، خاصة الأولى والثانية، ما ساهم في تعزيز المناعة الجماعية التي بلغت ثمانين بالمائة”.
وأوضح المتحدث أن “المتحورات تضعف الفيروس رغم ارتفاع الإصابات، حيث تنخفض أعداد الوفيات والحالات الحرجة”، وزاد بأن “الوفيات المسجلة حاليا لا تتناسب مع عدد الإصابات اليومية، لأن الرقم يظل منخفضا”.
وأردف بأن “فيروس كورونا المستجد سيصبح شبيها بمرض الإنفلونزا الموسمي في السنوات المقبلة، ولن يصبح خطيراً بالشكل الحالي، وسيتجه نحو الاندحار بعد توالي المتحورات الفيروسية، وبالتالي العودة إلى الحياة الطبيعية”.
ولفت الباحث ذاته إلى أهمية “تلقي جرعات التلقيح، لا سيما الثالثة، قصد تدعيم المناعة الطبيعية لكل الأشخاص، بما يشمل كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة للتقليل من خطر الوفيات”.
وقد دعا منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، معاذ المرابط، أمس الثلاثاء، الفئات المستهدفة من التطعيم إلى تلقي الجرعة المعززة “بشكل عاجل”.
وتستهدف الجرعة الرابعة الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 سنة، على الخصوص، وكذا الأشخاص البالغين 18 سنة فما فوق، والذين يعانون من أمراض مزمنة، وفقاً لإفادة المرابط في تقديمه للحصيلة الشهرية المتعلقة بالجائحة.