نشرت جريدة “لوموند” الفرنسية اليوم الثلاثاء 19 شتنبر، حوارا مع الخبير والمهندس الياباني “إدوارد إنغ يان يونغ”، الذي يدرس الهندسة المعمارية في جامعة هونغ كونغ الصينية، عرض فيه تقنية البناء بالتراب الخام المقاومة للزلازل التي طورها.
وقالت الجريدة إن الحوار جاء على إثر تجدد الجدل حول صلابة المنازل المبنية من الطوب اللبن في المغرب، حيث تسبب الزلزال الذي وقع يوم الجمعة 8 شتنبر في مقتل ما يقرب من 3000 شخص وتدمير حوالي 50 ألف منزل، وفقا لأرقام رسمية.
وعرض الخبير الياباني للجريدة تقنية البناء بالطين الخام المقاومة للزلازل التي طورها، بعد الزلزال الذي ضرب مقاطعة “يونان” في الصين عام 2014.
وأوضح “إدوارد إنغ يان يونغ” أن الصعوبة الرئيسية التي واجهها والفريق الذي اشتغل إلى جانبه خلال إعادة إعمار قرية “غوان جمينغ” الصينية التي ضربها الزلزال، هي إقناع القرويين بأن تقنية البناء آمنة بما فيه الكفاية.
وأشار أنه بعد الزلزال، فقد أغلبهم الثقة في المباني التقليدية، فقد تضرر 90% من المنازل المبنية من الطوب اللبن، وأراد كثيرون منهم إعادة البناء باستخدام الطوب والخرسانة.
وأبرز الخبير الياباني أن المنزل المبني من الطوب اللبن في جنوب غرب الصين هو عبارة عن هيكل جداري حامل بأرضية وسقف خشبيين، وبعد وقوع الزلزال، قام الفريق المكلف بالإعمار بالتحقيقات اللازمة ولاحظ عدة نقاط ضعف فيه، أبرزها في الأساسات المصنوعة من الحجر والطين، وضعف الاتصال بين الجدران الطولية والجانبية، ولذلك تم بناء أساسات خرسانية واستخدام عوارض خرسانية وفولاذية لتقوية الجدران وتجنب التشققات، كطريقة جديدة في إعادة الإعمار.
وأضاف أنه تم بعد ذلك فحص التربة المحلية في المختبر لدمجها مع خليط مناسب من الرمل والقش، من أجل جعل الجدران أكثر سلاسة وأكثر إحكاما، واستخدمت أيضًا قوالب صب الخرسانة المصنوعة من سبائك الألومنيوم بدلاً من الخشب، واستخدم الضغط الكهربائي بدلاً من القوالب اليدوية، وأظهرت النتائج أنه تحت تأثير زلزال بقوة 7 إلى 8 درجات، ظل المنزل المبني من الطوب اللبن سليما.
ولفت إلى أنه مثل المناطق المتضررة من الزلزال في المغرب، تعتبر مقاطعة يونان الصينية ريفية وجبلية في الأساس، ويمكن استخدام هذه التقنية فيها، مشيرا أنه أعيد بناء أكثر من 70 منزلا في المقاطعة الصينية سالفة الذكر وأماكن أخرى.
وأكد الخبير الياباني أن هذه التقنية تستجيب لسؤال يطرح نفسه في جميع أنحاء العالم: كيف نضمن بقاء المباني التقليدية في سياق إعادة الإعمار بعد الكوارث؟، لأنه بعد عقود من التصنيع والتحضر، جعلت أنظمة البناء من الخرسانة والطوب والكتل الخرسانية عناصر مكونة للحداثة العمرانية، وأضحى من الصعب جداً الابتعاد عن هذه الرؤية.
وقال إنه في القرى الصينية التي تضررت بالزلزال تم تدريب أكثر من 100 قروي، بما في ذلك النساء، ويشاركون الآن في مشاريع البناء المبنية من الطوب اللبن، فبالإضافة إلى خصائصه الجديدة المضادة للزلازل، فهو وسيلة بناء داخلية ومستدامة تحترم التقاليد وتسمح للقرويين بالحفاظ على التماسك والشعور بالانتماء إلى أراضيهم.