على مدى اليومين الماضيين، التهمت النيران آلاف الهكتارات بالأقاليم الشمالية للبلاد، تشردت عائلات وأزهقت روح مواطن مغربي ومواشٍ وحيوانات عديدة. الكارثة لا تزال مستمرة، وإلى حد الساعة غير معروفة أسبابها.
علي شرود، الخبير المناخي، عدّد أسباب اندلاع الحرائق؛ من بينها تلك المرتبطة بالطبيعة، وأخرى مرتبطة بعوامل إنسانية، مذكرا بأن الحرائق التي تعرفها البلاد خلال الفترة الحالية تتزامن مع موجات الحرارة وأيضا موعد عيد الأضحى الذي تستعمل فيه وسائل عديدة لإشعال النيران.
وقال شرود، ضمن تصريح لهسبريس، إن “الحرائق كوارث طبيعية موسمية لها علاقة بارتفاع الحرارة والمناخ، وأيضا الفصول كانت وما زالت تتواطأ على الغطاء النباتي للأرض وهي متلازمة من متلازمات حركية الحياة على الأرض منذ نشأتها”.
وأكد الخبير المناخي أن “الحرائق في تاريخ الأرض كانت تحدثها انفجارات الرعود والبراكين واصطدام النيازك بالأرض، كما كانت تحدث كوارث طبيعية عظمى”. وخلال العصر الحالي، الذي أسماه شرود بـ”العصر الصناعي”، فإنه “يشهد حركية جديدة ومتسارعة لم يشهدها التاريخ من قبل؛ وهو ما خلق أسبابا جديدة لحدوث الحرائق”.
وأوضح شرود في التصريح ذاته أن الحرائق خلال العصر الحالي “يمكن أن تحدث بسبب تهور الإنسان كرمي السجائر أو ترك النار تحت الرماد أو بأفعال مقصودة من طرف مرضى مهووسين ونفسانيين أو حاقدين على مجتمعاتهم؛ وهو النوع الأخطر، وهي الأسباب الأكثر حدوثا وانتشارا”.
وأشار الخبير المناخي إلى أن شدة الحرائق يختلف تأثيرها على الغطاء النباتي باختلاف المؤثرات الخارجية؛ وأهمها تفاوتات درجات الحرارة من مكان إلى آخر، وهشاشة الغطاء النباتي، وأيضا تحركات الرياح واتجاهاتها.
ودعا المتحدث إلى ضرورة تطوير وسائل الوقاية من الحرائق بتطور عقلية الإنسان وأنشطته مع ضرورة إعادة النظر في إستراتيجية هندسة الغابات، و”خلق ممرات واسعة وطرق لتصبح الغابة في تواصلها على شكل فسيفساء؛ وبالتالي إذا ما شب حريق في منطقة ما يسهل إنقاذ باقي المناطق”.
وطالب شرود أيضا بضرورة “تيسير التركيز على رعاية الغابات وحمايتها، والتخلي عن العشوائية التي تمتاز بها الغابات اليوم في بنياتها وهندستها، مع منح دروس في المنهج التربوي لتحبيب الأطفال والتلاميذ والشباب في الغابات وأوطانهم”، مشددا على تطوير المراقبة المستمرة عن طريق الاستعانة بالأقمار الصناعية وأبراج المراقبة وإعلان حالة الطوارئ قبل نشوب الكارثة وليس بعدها وأيضا التعاون مع دول الجوار في إخماد الحرائق التي تشب.