تتواصل الأزمة التنظيمية داخل حزب الاستقلال بشأن التعديلات المرتقب إدخالها على النظام الأساسي للحزب.
وباتت هذه الأزمة التي بدت في البداية أنها خلاف بين برلمانيي الحزب وأعضاء اللجنة التنفيذية، ككرة ثلج كلما تدحرجت زاد حجمها.
وعكس ما كان يبدو عليه الأمر، كشفت التطورات التي يعيشها حزب الاستقلال أن أزمة تعديلات النظام الأساسي تشير إلى خلافات عميقة داخل قيادة الحزب، تحديدا بين الأمين العام نزار بركة والقيادي القوي حمدي ولد الرشيد.
في هذا الصدد، عرف حزب الاستقلال خلال الأيام الأخيرة عددا من التحركات التي تهدف إلى حشد الدعم ضد التعديلات المقترح إدخالها على النظام الأساسي، خاصة ما يتعلق بإلغاء عضوية البرلمانيين ومفتشي الحزب ومسؤولي الروابط المهنية بالصفة في المجلس الوطني، وإحداث منصب نائب الأمين العام ومنحه عددا من الصلاحيات التي توازي صلاحيات الأمين العام.
هذه التحركات، بحسب مصادر استقلالية، تروم تحقيق هدفين؛ أولهما ضمان عضوية البرلمانيين ومسؤولي الروابط المهنية في المجلس الوطني، وثانيهما تقوية موقع الأمين العام للحزب نزار بركة في مواجهة أنصار حمدي ولد الرشيد.
ويرى عدد من الاستقلاليين في مقترحات اللجنة التنفيذية محاولة لتكبيل الأمين العام للحزب نزار بركة، وجعله أداة في يد ولد الرشيد، بينما اعتبرت مصادر أخرى أن هذه التحركات يقودها عدد من الذين انهزموا خلال المؤتمر السابع عشر وكانوا محسوبين على حميد شباط، الأمين العام السابق للحزب، الذي غادره قبيل انتخابات 8 شتنبر 2021.
كما كشفت هذه التحركات وجود انقسام داخل الحزب، وهو ما تبين خلال عقد برلمانيي الحزب اجتماعا أول أمس الجمعة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حضره جميع البرلمانيين، بينما حضره نصف عدد مفتشي الحزب بالجهة وبعض أعضاء اللجنة المركزية.
وبحسب مصادر استقلالية، فإن غياب أربعة مفتشين لحزب الاستقلال بجهة طنجة تطوان الحسيمة عن الاجتماع الذي عقد أول أمس الجمعة، يعود إلى العلاقة التي تربطهم بالنعم ميارة، صهر حمدي ولد الرشيد، على مستوى نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب التي يترأسها.
وأكد المجتمعون على محورية مؤسسة الأمين العام للحزب ودعمهم الكامل لنزار بركة، كما رفضوا مخرجات ما سمي بخلوة الهرهورة وما أسموها بالمضايقات والتهديدات التي يتعرض لها الاستقلاليات والاستقلاليون.
من جهة أخرى، قرر نزار بركة عقد لقاء مع أعضاء فريقي الحزب بمجلسي النواب والمستشارين يوم الاثنين 20 يونيو بالمركز العام للحزب بالرباط.
وفي إخبار له بهذا الاجتماع، وصف بركة برلمانيي الحزب بالدعامة الأساسية للحزب وإحدى واجهاته النضالية المدافعة عن قيمه ومبادئه والمعبرة عن مواقفه وتوجهاته.
ورغم أن الاجتماع الذي سيعقده نزار بركة مع برلمانيي حزبه جاء بطلب منهم، إلا أن مصادر استقلالية أشارت إلى وقوفه وراء هذه التحركات التي يسعى من ورائها إلى تقوية موقعه في مواجهة حمدي ولد الرشيد ومؤيديه داخل اللجنة التنفيذية.
مصدر استقلالي تحدث لهسبريس اعتبر أن نزار بركة يسعى من خلال هذا اللقاء إلى استعادة المبادرة، ودفع “تيار ولد الرشيد” إلى التراجع عن التعديلات التي يراد إدخالها على النظام الأساسي للحزب.
ودخلت تنظيمات استقلالية أخرى على خط هذه الأزمة، من بينها رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين التي أعلنت دعمها الكامل لنزار بركة، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه الرابطة الوطنية للصحافيين الاستقلاليين، كما علمت هسبريس أن هذه الأزمة انتقلت إلى الشبيبة الاستقلالية التي ستعقد اجتماعا، مساء اليوم الأحد، للتعبير عن موقفها.
ولم تستبعد مصادر هسبريس أن يشهد الاجتماع انقساما بين الداعمين في صفوف الشبيبة الاستقلالية لحمدي ولد الرشيد، والداعمين لنزار بركة وبرلمانيي الحزب.