استقبلت المكتبة الوطنية بالرباط الأرشيف الأدبي للكاتبة المغربية خناتة بنونة، في حفل تكريمٍ، شهد حضور شخصيات سياسية وثقافية بارزة.
من بين من حضر الحفل عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني، رئيسَا الحكومة السابقان، والوزيران السابقان امحمد الخليفة ومصطفى الخلفي.
وشهد الحفل تقديم درع وكالة بيت مال القدس لخناتة بنونة من لدن محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس؛ “اعترافا لها بدعمها للمشاريع في القدس الشريف”.
كما أُعلن خلال هذا النشاط عن تأسيس مؤسسة خناثة بنونة للبحث العلمي للشباب.
وفي تصريح لـ هسبريس، قالت الكاتبة المكرمة: “أعطيت الأرشيف حياتي منذ أواخر التسعينيات، في المكتبة الوطنية بالرباط، والمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني، ومكتبة آل سعود بالدار البيضاء، وخزانة علال الفاسي، والآن أقدم ما تبقى من الأرشيف للتاريخ وللأجيال”.
وخلال كلماتها المتفاعلة مع أطوار الحفل انتقدت خناتة بنونة “تهميش علال الفاسي وتكريم أبناء الخونة أنّا كانوا”، وفق تعبيرها. ثم زادت: “قال لي جاك بيرك إنه لن تقوم قائمة للعالم الإسلامي إذا لم تأخذ بفكر علال الفاسي”.
من جهته، ذكر محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أن من المهمات المؤكدة للمؤسسة التي يديرها “ككل المكتبات الوطنية في العالم، جمع وصيانة الأرشيف الأدبي، وهو أرشيف يتعلق بالكتاب والأدباء والفلاسفة ممن يجب أن تحتضن المكتبة الوطنية أرشيفهم، من مخطوطات وشهادات وصور، وكل ما يتعلق بحياتهم الأدبية والفكرية”.
وتابع الفران في تصريح لـ هسبريس: “دأبت المكتبة على استقبال أرشيفات الشخصيات المغربية، لتضعها في مكان واحد، يسهل على الباحثين والدارسين والطلبة الاطلاع على المكتبة، والأرشيف الذي يتفاوت تنوعه وغناه بتفاوت التجارب والمجالات التي ارتادتها الشخصية المانحة”.
ومن بين الشهادات المكرمة لخناتة بنونة، شهادة الباحثة نجاة المريني التي وصفت كتابتها بـ”فعل التحرير والاكتشاف” و”الصراخ الحضاري”، ووصفتها بـ”المرأة المختلفة منذ البدايات، ثائرة، وصاحبة صوت متميز كتابة ونطقا”.
وتابعت المريني: “خناتة بنونة وطنية مبدعة، وكاتبة مناضلة، أسمعت صوت بنات جنسها، واستطاعت تحطيم الحواجز”.
من جهته، ذكر الناقد الأدبي نجيب العوفي أن الأب الروحي لخناتة بنونة كان علالا الفاسي، وهي “محلقة بطموح حداثي خارج السرب”.
ووصف العوفي مسار خناتة بنونة الأدبي بكونه “جميلا، وجليلا، وطويلا” يقدم “ملحمة إبداعية رائعة ورائدة، موقعة بتاء التأنيث”.