في خضم التزايد غير المسبوق في الزمن الذي يمضيه الأطفال أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، الذي ضاعفت من وتيرته جائحة كورونا التي فرضت إبان ذروتها تغيير نمط التعليم التقليدي بالتعليم عن بعد، نبه دليل علمي إلى أن العالم الرقمي ينطوي على عدد من المخاطر على الأطفال.
ورصد الدليل الذي أعد بناء على دراسة ميدانية، تسعة أخطار يشكلها العالم الرقمي على الأطفال، أولاها الهندسة الاجتماعية، وهي وسيلة للاختراق يستخدم فيها المخترقون تقنيات وحيَلا لتجميع المعلومات الشخصية لاستخدامها في عملية الاختراق المباشر، أو لاستدراج الضحايا للضغط على روابط تحتوي على برمجيات خبيثة.
والأخطار الثمانية الأخرى التي رصدها الدليل الذي أنجزته “جمعية سمسم مشاركة مواطنة”، هي التصيّد، والتنمر، والتحرش الرقمي، والاختراقات، والابتزاز الرقمي، والتشهير، والأضرار النفسية، والتعرض لمحتوى عنيف أو جنسي.
وقدم الدليل حقائق مثيرة تعكس ارتفاع درجة خطورة العالم الرقمي على الأطفال؛ ذلك أن 71 في المئة من التلاميذ الذين استهدفتهم الدراسة لا يعرفون ماهية السلامة الرقمية، و75.9 في المئة من المشاركين لم يسبق لهم البحث عن طرق استخدام الأنترنت بأمان.
واستنادا إلى نتائج الدراسة التي استهدفت تلاميذ سلْكيْ الإعدادي والثانوي التأهيلي من ثماني مدن مغربية، فإن 62 في المئة من المشاركين معرضون للخطر أثناء استخدام الأنترنت، بينا صرح 30.6 في المئة بأنهم لا يشعرون بالأمان أثناء تصفح الأنترنت أو استخدام الشبكات الاجتماعية.
واللافت للانتباه في الدراسة أن 30.6 في المئة من المشاركين فيها كانوا ضحية لجرائم إلكترونية، تشمل استخدام الصور والمعلومات الشخصية دون إذن، والتهديد باستخدام البيانات الشخصية واختراق الحسابات.
وبحسب المصدر نفسه، فإن أغلب الضحايا تكلموا عن الجرائم الإلكترونية التي تعرضوا لها مع أحد المعارف، غير أن اثنين من عشرة فقط قاموا بتبليغ الجهات الأمنية.
وإذا كان مستعملو الشبكة العنكبوتية يشاركون معلومات يعتبرونها عادية، بشكل عفوي، فإن هذه المعلومات التي غالبا ما يتم تجميعها من مواقع التواصل الاجتماعي قد تكشف عن بعض المعلومات الحساسة، من قبيل أماكن الإقامة، أو رقم جواز السفر، أو رقم بطاقة التعريف… وهي معلومات حساسة تسمح للمخترقين دراسة الشخصية، أو تجميع المعلومات من أجل اختيار الطرق المناسبة للاختراق واستدراج الضحايا، بحسب الدراسة.
وينصح معدّو الدراسة بالاطلاع الدائم على جديد السلامة الرقمية، وعدم مشاركة المعلومات الحساسة والشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم الثقة في الأشخاص الذين يسألون عن المعلومات الحساسة وذات الطابع الشخصي الخاص، فضلا عن استخدام مضاد الفيروسات.
وتم إنجاز هذا الدليل في إطار مشروع “سلامات للأمن الرقمي”، المنجز من طرف جمعية سمسم مشاركة مواطنة، ومشروع “وقاية نت”، المنجز من طرف جمعية الفكر السليم للتنمية، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمكناس، ومؤسسة “سكديف”.