يشكل الاعتداء العنيف الذي تعرض له الكاتب سلمان رشدي مؤامرة من الولايات المتحدة “التي تسعى إلى نشر رهاب الإسلام في العالم”، حسب ما جاء الأحد في صحيفة إيرانية في غياب أي تعليق رسمي حتى الساعة من الجمهورية الإسلامية.
وتعرض الكاتب البريطاني من أصل هندي الحائز الجنسية الأمريكية، والذي أصدرت إيران فتوى بهدر دمه في 1989 إثر نشر روايته “آيات شيطانية”، الجمعة في ولاية نيويورك، لطعنات عديدة، في اعتداء أثار استنكار الغرب وأيضا إشادات من بعض المتشددين في إيران وباكستان.
وجاء، الأحد، في صحيفة “جوان”، المعروفة بخطها المتشدد، “لعل شابا مسلما لم يكن قد أبصر النور عندما ألف سلمان رشدي كتابه الشيطاني أراد الثأر منه”.
فمنفذ الهجوم هادي مطر، وهو أمريكي من أصول لبنانية في الرابعة والعشرين من العمر، ولد بعد سنوات عديدة من صدور رواية “آيات شيطانية” التي يرى فيها مسلمون متشددون إساءة إلى القرآن والنبي محمد.
وتطرقت صحيفة “جوان” إلى فرضية مؤامرة من تدبير الأمريكيين، “في سيناريو مغاير مفاده أن الولايات المتحدة تسعى على الأرجح إلى نشر رهاب الإسلام في العالم”.
أما بالنسبة إلى صحيفة “كيهان”، فإن “الاعتداء على رشدي أظهر ضعف استخبارات الولايات المتحدة، وأثبت أن تدابير أمن مشددة لا يمكنها أن تمنع وقوع اعتداءات”.
وأوردت أن “الاعتداء على سلمان رشدي يظهر أن الانتقام من المجرمين على الأراضي الأمريكية ليس بالصعب”.
واعتبرت “كيهان” أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد “ترامب وبومبيو (وزير خارجيته سابقا) سيشعران بتهديد متزايد”؛ باعتبار أنهما “المدبران الرئيسيان لاغتيال اللواء قاسم سليماني”، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي قضى بغارة أمريكية قرب بغداد في يناير 2020.
ولم تعلق السلطات الإيرانية بعد على محاولة اغتيال سلمان رشدي (75 عاما)، الذي ما زال في المستشفى في حالة خطرة.
وقال تييري كوفيل، الخبير في الشؤون الإيرانية والباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، لوكالة فرانس برس: “لا أرى يد الدولة الإيرانية في هذا الهجوم؛ لكن من المؤكد أن هذه الحادثة ستزيد من ارتياب الولايات المتحدة من إيران”.