أظهرت دراسةٌ جديدةٌ أن العمل التطوعي، حتى لو لم يتجاوز ساعة واحدة في الأسبوع، يمكن أن يحدّ من تسارع الشيخوخة البيولوجية، لا سيما لدى المتقاعدين. ويُعرَف العمر البيولوجي بأنه مقياس لحالة خلايا الجسم وأنسجته، ويعكس مدى سرعة أو بطء تدهور الوظائف الحيوية مقارنة بالعمر الزمني للفرد.
وأوضح الباحثون في جامعة هاكنساك بولاية نيوجيرسي أنّ فوائد التطوع تتجاوز الجانب النفسي والاجتماعي، إذ وُجد ارتباطٌ بين العمل التطوعي والعيش لفترة أطول، بفضل مجموعة من المنافع البدنية والنفسية. واستندت هذه الخلاصة إلى بياناتٍ ذاتيةٍ من 2605 أمريكيين تزيد أعمارهم على 62 عاماً، حيث قاس فريق البحث عدد ساعات التطوع، مع أخذ حالة العمل أو التقاعد في الاعتبار.
وقام الباحثون بتحييد العوامل الصحية الأخرى التي قد تؤثر في تقدّم العمر البيولوجي، كالنشاط البدني وحالة التدخين والسمنة والإفراط في شرب الكحول. وخلصوا إلى أنّ التطوع الأسبوعي بمعدل ساعةٍ إلى أربع ساعات مرتبط بانخفاضٍ في تسارع الشيخوخة البيولوجية، مقارنةً مع من لا يمارسون التطوع على الإطلاق.
وأظهرت النتائج أن المتقاعدين تحديداً يجنون أعلى فائدةٍ صحية، حيث تعاظمت الآثار الإيجابية كلما زادت ساعات التطوع. وتشير الأرقام إلى أنّ التطوع لأكثر من أربع ساعاتٍ في الأسبوع ارتبط بانخفاضٍ ملحوظٍ في تسارع العمر البيولوجي، ما يشير إلى أهميّة النشاط الاجتماعي المنتظم في دعم الصحة وطول العمر.