يعيش سكان دوار إفري بمدينة تنغير في وسط بيئي هش، بسبب تدفق المياه العادمة من قنوات الصرف الصحي نحو “وادي تودغى”، الأمر الذي يتسبب في انتشار البعوض والروائح الكريهة، وفق تصريحات متطابقة.
السكان المتضررون من دواوير “إفري، أيت القاطي، أيت لحسن أعلي، إعدوان، تماسينت، تكماصت” دعوا الجهات المعنية إلى التدخل “لمنع تصريف مياه الصرف الصحي في وادي تودغى”، مؤكدين أن تدفق المياه العادمة إلى الوادي يشكل خطر وتهديدا حقيقيا لصحة الساكنة المجاورة والبيئة.
وفي هذا الإطار، قال إبراهيم عسو، من الساكنة المتضررة، إن “هذا المشكل قائم منذ سنوات، وسبق للسكان أن رفعوا شكايات إلى المسؤولين قصد رفع ضرره دون أن تجد آذانا صاغية”، مضيفا أن على الجهات المعنية (السلطات المحلية والإقليمية ووكالة الحوض المائي والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب) التدخل من أجل الحيلولة دون إفراغ هذه المياه العادمة بالوادي المذكور.
وطالب المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، وكالة الحوض المائي المعنية بتحمل مسؤوليتها إزاء تضرر الفرشة المائية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن الأودية، وزاد موضحا أن تدفق المياه العادمة إلى الوادي المذكور (بصفته أكبر واد في المدينة ومصدره منابع مضايق تودغى)، “يمكن أن يتسبب في تلوث البيئة والفرشة المائية على حد سواء”، وفق تعبيره.
من جهتها، أكدت حادة بندريس، من الساكنة المتضررة، أن الوضع الحالي (تدفق المياه العادمة) يهدد الساكنة المجاورة بعدم الاستقرار، وأيضا بظهور أمراض خطيرة قد تصيب الأطفال وكبار السن، ملتمسة من السلطة الإقليمية التدخل من أجل إغلاق قنوات الصرف الصحي المتدفقة في الوادي، ومشيرة إلى أن “المدينة تتوفر على محطة ضخ بحي تيحيت بإمكانها تحويل المياه العادمة نحو محطة التصفية، وترك الوادي نظيفا”.
وأكدت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن “على الجمعيات البيئية بالمدينة التحرك من أجل الوقوف ضد هذه الممارسات التي تخل بالمنظومة البيئية، وتحريك المسطرة القانونية ضد الجهات المسؤولة المعنية بتدفق المياه العادمة وسط واد عمومي يعتبر مصدر المياه الصالحة للشرب”، وفق تعبيرها.
وتعليقا على الموضوع، كشف مصدر مطلع من داخل الوكالة الإقليمية للماء الصالح للشرب بمدينة تنغير، في تصريح مقتضب لهسبريس، أن الوكالة توصلت بشكايات المواطنين في هذا الموضوع، فتمت مراسلة الإدارة الجهوية والإدارة المركزية قصد البحث عن حلول لهذا المشكل، مشيرا إلى أن هناك تحركات رسمية في هذا الإطار لإنهاء معاناة الساكنة المتضررة.