أشاد لي تشانغ لين، سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، بموقف المملكة المغربية من “قضية تايوان”، مبرزا أن “الرّباط تتشبّث بوحدة أراضي الجمهورية الشّعبية الصّينية، وهي غير قابلة للتّقويض”.
وأشار المسؤول الصّيني ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش اللّقاء الذي عقده مع وسائل الإعلام اليوم الخميس بالرباط، إلى أن “المملكة المغربية جددت موقفها الثابت والواضح من قضية النزاع بين الصين وتايوان”، مبرزا أن “هذا الموقف لم يتغيّر، وهو ثابت”.
وكشف المسؤول ذاته أنّه مباشرة بعد الزّيارة التي قامت بها رئيسة البرلمان الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى جزيرة تايوان، تواصل مع السلطات الدبلوماسية المغربية “التي عبّرت عن موقفها الذي يتماشى مع مبدأ الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأيّ بلد”.
وقال الدبلوماسي الصّيني إن “العلاقات بين بكين والرّباط موثوقة ومهمّة وتاريخية، إذ قدّمت المملكة للجمهورية الشّعبية كل وسائل الدّعم غير المشروط”، وزاد: “نحن نثمّن هذا الدعم الدّائم في جميع القضايا”.
كما أوضح السّفير في تصريحه أن “هذا الدعم المثالي تُرجم خلال الزيارة التي قامت بها المسؤولة الأمريكية لجزيرة تايوان”، متابعا: “على أعقابها قمت باتصالات مع مسؤولين مغاربة أكدوا وقوف بلادهم مع وحدة الصّين”، ومضيفا أن “مبدأ الصين الواحدة هو إجماع دولي تم سنة 1972 عند عودة الصين إلى الأمم المتحدة بموجب القرار 27-85، الذي تم تبنيه، وهو مبدأ معروف وسط المنتظم الدولي”.
وقال الدبلوماسي ذاته متحدّثا عن تلك الفترة التاريخية: “أمريكا التزمت حينها بوحدة الصّين وبأن الحكومة الشّعبية هي الممثل الوحيد لدولة الصّين. هذا التزام أمريكي واضح، لكن دائما الأفعال تكون متناقضة مع الالتزامات عند الأمريكيين”.
وأورد السفير الصيني بالرباط أن بلاده تحركت في مناورات عسكرية في المياه المحيطة بتايوان، من أجل الدفاع عن وحدتها وسيادتها الترابية الوطنية، وزاد: “هناك موجة جديدة من التوتر مع أمريكيا صاحبت هذه الزّيارة غير الشّرعية”، مبرزا أن “الأمريكيين هم الذين يخلقون المشاكل والاضطرابات ويحاولون استغلالها من أجل خدمة مصالحهم الحيوية”.
وتابع لي تشانغ لين، في ردّه على سياقات هذه الزيارة: “أمريكا خانت التزامها السياسي والدبلوماسي مع الصّين، ونحن بصدد الرّد على هذا الخرق غير المسؤول”، مشددا على أن “بكين تجري مناورات عسكرية واضحة ومهنية للرد على هذا التصعيد”.
يشار إلى أن سفير المغرب في الصين عزيز مكوار جدد اليوم الخميس التأكيد على انخراط المملكة المغربية في سياسة الصين الواحدة، كأساس للعلاقات بين البلدين الصديقين.
وأكد السفير المغربي أن هذا الانخراط يقوم على المواقف المبدئية للمملكة والتي يطبعها الثبات والمسؤولية والمصداقية والوثوق بشأن احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.