تقدم فرقة سلارت، بتعاون مع جمعية نعمة للتنمية، الجمعة بقاعة باحنيني بالرباط، مسرحية “الملح المسوس”؛ وذلك في إطار عروضها الإشعاعية.
تدور مسرحية “الملح المسوس”، التي ألفها منصف الإدريسي الخمليشي، حول خمس شخصيات هي: الجيلالي ودامية والصالحة وعيشور وعياد.
وتتداخل أحداث هذه المسرحية، حيث يقع عيشور في خطيئة ويغتصب دامية وأبناء الجيلالي ودامية، لا سيما أنه يعتبر الخمر والليالي الخمرية أهم مكونات حياته.
وتعالج المسرحية موضوع زنا المحارم على المستوى الظاهري. أما في الخفاء وعلى المستوى السيميولوجي فإنها بمثابة ذلك الصراع بين العامل المسكين الذي ينشغل بالعمل ليأتي المشغل هاضما كل حقوقه في دوامة كبيرة، وهذا ما عبر عليه مخرج المسرحية العربي الوزاني لإقحام نمط الغناء الكناوي للتعبير عن حالة اللا استقرار في هذا المجتمع الذي يهمه فقط نهش وعض في شرف وكرامة.
ويظهر ذلك في شخصية عياد عباد المادة، ولو كان على حساب التعذيب النفسي لهذا الأخير؛ وهو ما يفسر رمزية النفاق لعياد والدياتة لعيشور. أما الصالحة فهي تلك المرأة المناضلة المكافحة التي تعمل من أجل أن يأتي رجل ويخطف منها كل ما جنته من عملها كشيخة، كما يؤشر على ذلك النص المسرحي المليء بالعلامات السيميولوجية والتذبدبات وحالة اللا استقرار.
أما دامية فهي تلك الشخصية المغلوب على أمرها، إلا أنها تظهر القوة في مشهد الاغتصاب الذي اختار المخرج أن يظهره بشكل مباشر لبشاعة المشهد في إشارة إلى أن عيشور هو الدولة التي لا يهمها سوى الزيادات المتتالية للأسعار ولا لنفسية الشعب الخارج من وكر الأزمة العالمية المسماة وباء.
والجيلالي، حسب كاتب النص، فهو ذلك التائه بين مطبات الحياة ليجد نفسه ضحية أخرى للدولة في الجيلالي هو الذي يمثل رمز الثورة بحيث قام باغتيال الدولة وهو المتمثل في الأب عيشور.
المسرحية من تأليف منصف الإدريسي الخمليشي، فيما المعالجة الدرامية تكلف بها سعيد بلهوتي، وساهم في تشخيصها شيماء أبيه والعربي الوزاني بالإضافة إلى لطفي أشراو وأسامة القاسمي وياسمين الفاتحي وفاطمة الزهراء الصابري، وسينوغرافيا حسن الزوراري وأنس الحليمي، بينما أسندت إدارة الممثلين إلى سلمان حمزة بنسليمان والإدارة الفنية إلى يونس النيازي، وأشرف على الإخراج العربي الوزاني.
وجاء إنتاج عرض مسرحية “الملح المسوس” بعد مخاض طويل قاد الكاتب في أوائل سنة 2019، حيث كانت المسرحية تحمل عنوان “ثلاث نقاط” وتعالج مجموعة من المواضيع الحساسة كزنا المحارم والمثلية والإلحاد والاغتصاب والرشوة؛ غير أن العربي الوزاني، الذي قام بإنتاج المسرحية، احتفظ بزنا المحارم كموضوع أساسي للعمل، فتمت إعادة كتابة النص، واقتراح عنوان “الجدبة”.. وقد وضع سعيد بلهوتي معالجة درامية النص، وباقتراح من صقر الزناتي تم عنونتها بـ”الملح المسوس”.