بعد جمود امتد لعقود من الزمن، تعود الحياة السينمائية لتدب مجددا في مدينة أكادير بافتتاح “سينما الصحراء”، أحد أعرق الفضاءات الثقافية التي طبعت الذاكرة البصرية لأجيال متعاقبة.
ومن المرتقب أن يعود حي تالبرجت، وسط “حاضرة الوسط”، إلى تصدر المشهد الثقافي المحلي، في انتظار التحاق “سينما السلام” بدورها بعد إعلان رئيس المجلس البلدي، عزيز أخنوش، تفويتها إلى المدينة من لدن مالكها.
وتعول فعاليات ثقافية عديدة على استعادة أكادير الوهج الثقافي على مستوى الجهة كاملة، باعتبارها محتضنة السينما الوحيدة المتوفرة، وتجاوز اقتصار اللقاءات السينمائية على لحظات المهرجانات فقط.
انتظارات كثيرة
توفيق اسميدة، فاعل مدني بأكادير، أورد أن هذا المكتسب شيء يدعو إلى الفخر، خصوصا أنه يأتي بعد مجهودات المجتمع المدني بإطلاق عريضة “سينما الصحراء” سنة 2019 واستجابة المجلس الجماعي، ثم بعد ذلك إدراجها ضمن البرنامج الملكي.
وأضاف اسميدة، في تصريح لهسبريس، أن المدينة ما تزال متعطشة وتنتظر دار الفنون والمسرح الكبير وبنيات أخرى، معتبرا أن السينما ستعيد الوهج وستعزز العرض السياحي الثقافي بالمدينة.
وأكد الفاعل المدني ذاته أن “أكادير كانت تتوفر على أربع دور للسينما قبل الزلزال، والآن ولا واحدة”، مشيرا إلى أن “وجود ثلاثة مهرجانات سينمائية بالمدينة دون قاعة، كان أمرا محرجا للعديد من الفعاليات”.
وأردف اسميدة أن المكتسب هو كذلك إبراز للعمل الجمعوي الجاد وإمكانيات الترافع المدني، مسجلا أن البنيات الثقافية ستكون محتضنة لفئات كثيرة تعاني من ضعف التأطير والتوجيه وغالبا ما تتجه نحو الشغب والعنف.
ذوو الاختصاص
رشيد أوبرشكيك، فاعل مدني بالمدينة، سجل أن الانتظارات كبيرة بشأن سينما الصحراء، موردا أن افتتاحها خطوة أولى نحو توفير عروض سينمائية وثقافية متنوعة، مشددا على أهمية تدبير ذوي الاختصاص.
وقال أوبرشكيك، في تصريح لهسبريس، إن المنتظر هو تولي المعنيين بالسينما تدبير الفضاء وإشرافهم على مختلف التفاصيل، مؤكدا وجود طاقات وخبرات عديدة بأكادير ستعنى بالأمر بالشكل المطلوب.
وأضاف أن العرض السينمائي كان محدودا بالمدينة؛ فباستثناء “مهرجان السينما والهجرة”، وبعض عروض المعهد الفرنسي، لا وجود لأي متنفس حقيقي، منوها إلى أن “الفاعلين الثقافيين ينتظرون الشيء الكثير من سينما الصحراء”.