ولم يخفي الكثير من يراهنون على موسم الصيف للعمل وكسب الرزق، مخاوفهم من أن تبديد قناديل البحر لاحلامهم التي راكموها طيلة موسمي الشتاء والخريف، حيث يخشى الوافدون على الشواطئ من السباحة مخافة أن تلمس جلودهم هذه الكائنات، وتحولها إلى بقع حمراء، مطبوعة بالتهابات حادة قد تتسبب في مضاعفات جانبية تحتاج العلاج في المستشفى.
ونظرا لكثرتها وتزايدها المستمر في أعالي البحار، تقوم التيارات البحرية بجرف قناديل البحر باتجاه الشواطئ، حيث تكسوا سطح الماء، وتجعل رؤية الأعماق مستحيلة، كما تقوم هذه الكائنات التي تحملها حركة مياه البحر نحو السواحل بالتزايد يوما بعد آخر.
وأصبح العديد من البحارة ومهنيي الصيد الساحلي، يجدون صعوبات كبيرة في العمل بعد أن تعلق قناديل البحر بشباك مراكبهم، علاوة على تزايد شكايات مهنيين يؤكدون على تناقص المخزون السمكي في الوقت الذي تكاثرت فيه قناديل البحر بشكل كبير.
ويربط البحارة والمهنيون على السواء بين هذه الظاهرة البحرية، وما آلت إليه الثروات السمكية من تراجع، فمنذ سنوات مضت أصبحت المعالم الطبيعية لشواطئ الريف تتغير، خاصة مع تكاثر كائنات بحرية أصبحت سلبياتها أكثر بكثير من إيجابياتها سواء على مستوى البيئة البحرية أو تأثيرها على صحة المواطنين على حد سواء.