تزامنا مع تخليد العالم يوم مكافحة التهاب الكبد الفيروسي الذي يصادف الـ28 من يوليوز كل عام، خرجت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة للمطالبة بإنتاج الأدوية الجنيسة بالمغرب، قصد تخفيض الأسعار المتداولة في علاج هذا المرض.
ودعت الشبكة المغربية، في رسالة لها، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكذا مجلس المنافسة، إلى تحمل مسؤولياتهما كاملة “لفرض أسعار معقولة ومقبولة وفي متناول الطبقات الشعبية، خاصة أن الأشخاص الأكثر تضررا، وهم فئة الفقراء والأشخاص دون مظلة التأمين الصحي، لا يستطيعون دفع التكاليف الباهظة التي تفرضها شركات الأدوية، والحصول على العلاج للبقاء قيد الحياة وشفائهم من المرض”، مشيرة إلى أن توفير الأدوية وتخفيض أسعارها “سيؤدي حتما إلى تخفيض نسبة الوفيات بالمغرب، حسب تجارب دول تمكنت من تحقيق هذا الهدف”.
وأكدت الشبكة التي يرأسها علي لطفي، في مراسلتها، على ضرورة “الإسراع في مراجعة المرسوم رقم 852-13-2 الصادر في 14 صفر 1435 -18، ويتعلق بشروط وكيفيات تحديد سعر بيع الأدوية المصنعة محليا أو المستوردة للعموم، والقطع مع ظاهرة الاحتكار والريع والجشع، ومراقبة أرباح الشركات وجودة المواد الأولية من أجل تحقيق الأمن الدوائي وإنقاذ أرواح المصابين”.
وبعدما أوضحت الهيئة نفسها أن مرض التهاب الكبد “ب” و”س” مازال وفق منظمة الصحة العالمية يشكل تحديا صحيا كبيرا على المستوى الدولي، أشارت إلى أن هذا المرض الفيروسي مازال يقتل بسبب ارتفاع أسعار الأدوية الجنيسة.
وشددت الشبكة، في هذا الصدد، على أن المغرب “يعد من بين البلدان التي تشهد ارتفاع معدل انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي، إذ تشير أرقام وزارة الصحة المغربية إلى أن نسبة المصابين بالفيروس الكبدي -س- تقدر بـ 1.2 بالمائة، مقابل 2.5 في المائة للمصابين بفيروس الكبد -ب-“.
وأكد علي لطفي، رئيس الشبكة، أن ارتفاع نسبة الوفيات بمرض التهاب الكبد الفيروسي بالمغرب “ناتج في أغلب الحالات عن عدم القدرة على شراء الأدوية بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير”.
ولفت رئيس الشبكة، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “بعض الدول، على غرار مصر، خفضت من كلفة علاجات مرض التهاب الكبد الفيروسي، وهو ما جعلها تحقق نجاحات كبيرة في التصدي لهذا المرض القاتل”.
وأشار المتحدث نفسه إلى أنه رغم ما تقوم به وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لتتبع الوضع الوبائي لالتهاب الكبد الحاد، إلا أن “الشركات المحتكرة لإنتاج الدواء الجنيس بالمغرب ظلت تفرض أسعارا خيالية وتجني منها أرباحا ضخمة، وليست في متناول الطبقات الشعبية والفئات غير المستفيدة من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض”.
ودعا لطفي في هذا الصدد، من أجل نجاح الإستراتيجية الوطنية للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي، إلى “تخفيض أسعار الأدوية كجزء أساسي في هذه الإستراتيجية، وتوفير أدوية جنيسة منقذة للحياة، ومراقبة أرباح الشركات وقطع الطريق على الاحتكار”.