بفضل المؤهلات الشاطئية المتنوعة، استطاع إقليم اشتوكة آيت باها أن يجد له مكانا ضمن أكثر الوجهات جذبا للزوار والمصطافين خلال كل موسم صيف، فالإقليم يتوفر على شواطئ ممتدة يبلغ طولها أزيد من 40 كيلومترا، وكلها تتميز برمالها الذهبية الخالية من مصادر التلوث، وتستقطب عددا كبيرا من الأسر لجودة مياهها ورمالها وبعدها عن مصادر الضجيج والفوضى التي تنغص وتعكر الاصطياف في ذالمدن القريبة.
وإذا كانت “تيفنيت” و”سيدي الرباط” و”سيدي وساي” من الشواطئ التي اكتسبت على الأقل شهرة على المستوى الجهوي، وبعضها تجاوز ذلك إلى المستويين الوطني والدولي، فإن شواطئ أخرى، وهي عديدة- كشاطئ “الدويرة” بجماعة إنشادن الذي يحتضن محطة تحلية مياه البحر، وشاطئ “سيدي الطوال” بجماعة سيدي بيبي وغيرهما- لها سحر خاص، خاصة بالنسبة إلى عشاق الهدوء والاصطياف العائلي وممارسة بعض الهوايات كالصيد بالصنارة، وكلها تحظى بإقبال كبير.
هي إذن شواطئ باتت تصنف من أنظف وأجمل الشواطئ على مستوى جهة سوس ماسة، فهي تستفيد من بعدها عن كل مصادر التلوث وقربها من حاضرة سوس، مدينة أكادير، فضلا عن مؤهلات طبيعية تسحر الزائر وتوفر له كل عوامل قضاء أوقات استجمام واسترخاء ممتعة. لكن، في المقابل، لا تزال الطرق المؤدية إلى كثير منها مهترئة، وتظل بنيات الاستقبال والإيواء محط انتقاد مستمر بالنسبة للزوار والفاعلين.
الفاعل الجمعوي سعيد المدني قال في تصريح لهسبريس إن “سواحل إقليم اشتوكة آيت باها تعد قبلة للسياحة الدولية والوطنية، والمحلية أساسا، باعتبارها متنفسا لشريحة واسعة من الساكنة، خاصة الفئات الاجتماعية الهشة والبسيطة، غير أن العشوائية هي المشهد الطاغي على كل موسم اصطياف بهذه الشواطئ”.
وتابع الفاعل الجمعوي قائلا: “شواطئنا تتوفر على كل المقومات التي يمكن أن تجعلها منتوجا سياحيا حقيقيا يغني قائمة المؤهلات السياحية التي تحيط بإقليم اشتوكة آيت باها من كل الجوانب، في الجبل والسهل، غير أن استمرار تجاهل المجالس المنتخبة، التي تقع تلك الشواطئ في دائرة نفوذها، يكرس غياب الوعي بأهميتها بالنسبة للساكنة المحلية على الخصوص، التي لا تجد ملجأ خلال فترات ارتفاع الحرارة غير هذه السواحل”.
“صحيح أن تنمية وتهيئة بعض الشواطئ بإقليم اشتوكة آيت باها تعيقها عوامل قائمة، كتواجد المنتزه الوطني لسوس ماسة بالنسبة لشاطئ “تيفنيت” مثلا، لكن هذا لا يمكن أن يبقى إلى الأبد، وهنا يكمن الدور الترافعي للبرلمانيين والمنتخبين عموما وكافة المعنيين، ضمنهم هيئات المجتمع المدني. لكن شواطئ أخرى، في المقابل، تملك كل العوامل لتحظى بالعناية، بدءا بالمسالك الطرقية المؤدية إليها، وانتهاء ببنيات الاستقبال والإيواء والخدمات الأساسية مثل النظافة والإنارة وغير ذلك”، يورد المدني.
وأنهى الفاعل الجمعوي تصريحه لهسبريس بمطالبة المجالس المنتخبة والمجلس الإقليمي لاشتوكة آيت باها بـ”الاستيقاظ من سباتهما العميق، وإنصاف هذه المناطق الساحلية الممتدة التي تزخر بمؤهلات واعدة، فلا يعقل أن كل هذه الشواطئ باشتوكة أو هذا الشريط لا يتوفر على مركز أو شاطئ مهيكل تتوفر فيه كافة شروط الاستقبال والإيواء والاستجمام والترفيه والسلامة والاصطياف”.
سعيد البوهالي، نائب رئيس المجلس الإقليمي لاشتوكة آيت باها، قال في تصريح لهسبريس إن “الإقليم يزخر بتنوع طبيعي وبيئي متميز وشريط ساحلي متنوع، إذ حين الحديث عن المؤهلات السياحية لإقليم اشتوكة آيت باها لا يمكن فصل مناطقه السهلية عن الجبلية، حيث تتكامل تلك المعطيات لتخرج منتوجا سياحيا متنوعا، يجمع كل مقومات التميز، على الأقل بجهة سوس ماسة، وأبرزها شواطئ ممتدة ونظيفة، إلى جانب منتزه وطني يتوفر على تنوع نباتي وحيواني وإيكولوجي متفرد”.
وتابع المسؤول المنتخب قائلا إن “اشتوكة آيت باها بها شريط ساحلي يمتد على طول 42 كيلومترا، وهو امتداد يتيح إمكانيات متنوعة، تجمع بين الاستجمام والصيد بالصنارة، وممارسة الرياضات المائية، والاستمتاع بخصوصية هذه الشواطئ المتجلية في صخورها وقربها من مختلف المحاور الطرقية الوطنية والجهوية”.
“هي شواطئ يمكن أن تشكل عناصر جذب للسياح المغاربة والأجانب، إلا أنه يمكن القول بأن القطاع السياحي بالإقليم يجب أن يحظى باهتمام المجالس المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين المحليين والمستثمرين من أبناء المنطقة أولا”، يورد البوهالي.
وختم نائب رئيس المجلس الإقليمي حديثه لهسبريس بالتذكير بكون “أكبر مشروع لتحلية مياه البحر يوجد بدوار الدويرة بجماعة إنشادن، وتستفيد منه ساكنة أكادير الكبير، لكن للأسف لم نر مشاريع موازية مهيكلة من أجل الاستثمار لإحداث مرافق سياحية تستقبل الوافدين وتمنح الفرص لكل الراغبين في زيارة المنطقة على طول السنة وتوفير فضاءات لاستقبال زوار المناسبات الكبرى بالمنطقة، ولا يمكن إغفال دور الجمعيات التنموية في المجال، ولِمَ لا إحداث جمعيات خاصة بهذا القطاع تعمل على الانخراط فيه بشكل مباشر”.