يعيش قطاع تربية الدواجن على وقع غليان بسبب تزايد شكاوى مربي دجاج اللحم الصغار من “المنافسة غير الشريفة” من لدن المنتجين الكبار، وتكبد خسائر مالية كبيرة بسبب ارتفاع تكلفة إنتاج دجاج اللحم الناجمة عن غلاء أسعار الفلوس والأعلاف.
وحج المهنيون العاملون في قطاع تربية دجاج اللحم، اليوم الأربعاء، إلى الرباط لخوض وقفة احتجاج أمام مقر وزارة الفلاحة، مطالبين بالجلوس معهم إلى طاولة الحوار لإيجاد حلول للمشاكل التي يتخبطون فيها.
سعيد جناح، عضو المجلس الوطني للجمعية المغربية لمربي دجاج اللحم، التي دعت إلى الوقفة الاحتجاجية، قال إن المهنيين لم يعودوا يواجهون الأزمة التي ترخي بظلالها على القطاع منذ سنوات؛ بل “أصبحوا مهددين بفقدان حريتهم والدخول إلى السجن، بسبب الإفلاس الذي جعلهم غير قادرين على تسديد ديونهم”.
وحذر مربو دجاج اللحم من انهيار القطاع، حيث يتزايد عدد المستثمرين المفلسين نتيجة عدم قدرتهم على الاستمرار في الإنتاج بسبب تجاوز تكلفة الإنتاج لسعر البيع الذي يسوقون به منتوجهم؛ ما أفضى إلى تراكم الديون عليهم.
وعممت النقابة المغربية لمهنيي قطاع الدواجن، الأسبوع الفارط، نعيا لأحد المربين بمنطقة الدار البيضاء وبني ملال، قالت النقابة إنه “أحد ضحايا تقلبات هذا القطاع، حيث عاش أزمة مالية خطيرة جراء هذه التقلبات أدت به إلى توقف عمله وتهديده من طرف شركات الأعلاف والمحاضن بعدما تم الحجز على كل ممتلكاته من طرفهم؛ مما أدى إلى إصابته بمرض خطير”.
وعلمت هسبريس أن المستثمر المتوفي، والذي يدعى “م.م”، انتحر، يوم الأربعاء قبل الماضي، داخل ضيعة لتربية الدجاج بسبب الإفلاس، حيث باع أغلب ممتلكاته لتسديد ديونه.
ووصفت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، في بيان عقب اجتماع مجلسها الوطني، الأسبوع الفارط، وضعية قطاع تربية الدواجن بـ”المزرية”.
وقالت إن الصعوبات والمشاكل التي يواجهها المستثمرون في القطاع خلال السنوات الأخيرة ترتبط بالخصوص بغلاء أسعار الأعلاف، بالرغم من تراجع أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية، و”الخروقات والتجاوزات غير القانونية المتعلقة بفائض لإنتاج الكتاكيت، وبطريقة تسويقه عن طريق السوق السوداء في غياب المراقبة الضرورية”.
وقال سعيد جناح، في تصريح لهسبريس، إن المواد الأولية لصناعة الأعلاف انخفضت في السوق الدولية بشكل كبير من شهر ماي الماضي؛ لكن هذا الانخفاض لم يواكبه انخفاض في السوق الوطنية.
وأضاف المتحدث ذاته أن سوق بيع الفلوس بدوره “يعاني من العشوائية، بسبب وجود سوق سوداء، يتحكم فيها السماسرة ويفعلون فيها ما يشاؤون، حيث يحددون أسعار البيع، ولا نعرف ما هو دور الفيدرالية البيمهنية للدواجن”.
وتتهم الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بعدم القدرة على ضبط قطاع الدواجن، و”الدفاع عن مصالح المنتجين الكبار على حساب المربين الصغار”.
وذهب سعيد جناح إلى القول: “الفيدرالية البيمهنية لا يوجد فيها توازن بين جميع المكونات، ونحن نطالب الفيدرالية بأن تراعي مصالح جميع المهنيين”، مضيفا: “نشكك في أن العشوائية التي يعيشها القطاع مقصودة، من أجل قتل المربين الصغار”.
وزاد موضحا: “ما يؤكد هذا هو أن أغلبية الشركات الكبرى أصبحت تستثمر بشكل كبير جدا في إنتاج دجاج اللحم، لأن لديها إمكانيات في الإنتاج بسعر منخفض، بينما نحن يكلفنا الإنتاج خسائر كبيرة، حيث يكلفنا الكيلوغرام 15 درهما ونصف الدرهم، ونبيعه بـ11 درهما إلى 12 درهما، أي أننا نتكبد خسارة حوالي أربعة دراهم في الكيلو”.
ومن أجل تخفيف حدة الأزمة عن المربين المتضررين، يطرح مربو الدجاج الصغار مجموعة من الحلول التي يطالبون وزارة الفلاحة بتطبيقها؛ مثل تحديد كوطا لإنتاج الفلوس، وتخفيض الضريبة على القيمة المضافة…