تتجدد التقاطبات الإيديولوجية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الاكتشاف العلمي الذي طرحته وكالة “ناسا”، بعرضها صورة الكون لحظات بعد “الانفجار العظيم” الذي يخلق سجالات عديدة.
وتعددت تفسيرات التظاهرة بين من يرفقها بآيات قرآنية تبرز أسئلة الخلق وعظمته، وبين يبحث في الخبايا العلمية الدقيقة للحدث مع الثناء على مجهودات كبيرة يبذلها علماء الوكالة الدولية من أجل تقريب العموم من أمور الفلك.
ويتحرك نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بقوة عبر خاصيات التدوينات والتعاليق للدفاع عن وجهة النظر، تارة باستعراض بعض المعلومات العلمية وتارة بالسخرية من الأفكار؛ وهو ما يخلق نقاشات حادة أحيانا.
وتتحرك التعليقات خصوصا على صفحات كتاب ودعاة مثيرين للجدل بطرحهم للصورة مع تعليقات تنتصر لفكرة وترفض أخرى، لتفتح الباب أمام نقاشات اتجه أغلبها نحو وجود خالق للكون من عدمه.
وقال أحد المعقلين إن رحلة العقل العلمي الطويلة أوصلته إلى حدود الميتافيزيقيا وأصيب بالذهول؛ فبعد حائط بلانك ليس للعقل القدرة في تفسير أي شيء، مستنتجا في النهاية أن الوجود حسب المعادلات الرياضية انبثق من العدم.
من جهته، أورد معلق آخر أن الصورة تبرز عظمة الخالق وأهمية التدبر فيه واستحضار وجوده في كل لحظة وحين؛ فيما اتجه معلق إلى التقليل من أهمية الحدث ومطالبة الإنسان بحل مشاكل الأرض أولا قبل المضي نحو الكون.
زهير بنخلدون، أستاذ علم الفلك بجامعة القاضي عياض بمراكش، سجل أن التيليسكوب الفضائي بعث صورا ومعطيات جد مهمة على المستوى العلمي، بفضل الإمكانيات العالية التي يتوفر عليها تقنيا.
وأضاف بنخلدون، في تصريح لهسبريس، أن قطر التيليسكوب هو ستة أمتار ويلتقط مسافة تمتد إلى مليون ونصف المليون كيلومتر، فصلا عن أنه مجهز بكاميرات جد متطورة مكنته من التقاك المعطيات بوضوح جد عال.
وفي السياق ذاته، اعتبر مدير المرصد الفلكي في أوكايمدن أن وضعية المتلقي المغربي تغيرت في علاقته مع علم الفلك خلال الآونة الأخيرة، بسبب وجود جمعيات وشبكات تهدف لتبسيط علوم الفلك.
وأردف الجامعي المغربي أن العديد من اللقاءات والمهرجانات الفلكية عقدت بمدن مختلفة، كما طرحت محاضرات تبسيطية عديدة، فضلا عن فيديوهات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي يبثها مهتمون.
وسجل بنخلدون أن التأويلات والنقاشات التي تصاحب مثل هذه الاكتشافات العلمية الضخمة تبقى حاضرة بالمغرب؛ لكنها هامشية، مشيرا إلى أن الباحث عن المعلومة الحقيقية بالتأكيد سيجدها.