تقف أزمة القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المغاربة في وجه طقوس عيد الأضحى؛ بالنظر إلى غلاء أسعار جميع المنتجات الاستهلاكية خلال الأسابيع الماضية، في ظل استمرار الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وتتخوف عائلات مغربية كثيرة من ارتفاع أسعار الأضاحي، اعتبارا لمعضلة الجفاف التي أدت إلى الارتفاع الصاروخي لثمن أعلاف المواشي؛ وهو ما سينعكس بالتأكيد على مصاريف هذه المناسبة الاجتماعية.
وأثارت أسعار بعض الأضاحي المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي توجس المواطنين، في الوقت الذي يعول فيه “الكسابة” على العيد لتحقيق العائدات المالية الخاصة بهذه السنة.
وفي هذا الإطار، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، إن “شراء الأضحية يبقى مجرد سنة في الدين الإسلامي؛ وبالتالي، فلا حرج على أي شخص لا يستطيع شراءها”.
وأضاف الخراطي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ضعف القدرة الشرائية للمواطنين قد يؤثر على عيد الأضحى، بسبب غلاء الأسعار على الصعيد الوطني منذ أسابيع”.
وأوضح الفاعل المدني أن “الطبقة المتوسطة مطالبة بتفادي الضغط على الكسابة خلال وقت متزامن حتى لا ترتفع الأسعار بشكل خيالي”، مشيرا إلى أن “المستهلك غير ملزم بشراء منتوج سعره خيالي”.
واستطرد الخراطي شارحا بأن “بعض الأشرطة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تمهد بالفعل لارتفاع الأسعار في عيد الأضحى، حيث توجد أضاحٍ يصل سعرها إلى 10 آلاف درهم”.
وأردف رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك بأن “الحكومة دعمت الكسابة خلال فترة الأزمة، من خلال مساعدتهم ماليا على شراء الأعلاف من الميزانية العامة للدولة، نتيجة ظاهرة الجفاف التي أثرت على المحاصيل الزراعية”.
وتابع المتحدث ذاته: “لما تكون الزيادة المالية تتراوح بين 10 و15 في المائة فهي مقبولة؛ لكن حينما تتعدى 50 في المائة فهي مخالفة للقوانين الاستهلاكية المعمول بها”، خالصا إلى أن “ثقافة الاستهلاك مسألة محورية لتفادي غلاء الأسعار”.