في وقفة احتجاجية “استثنائية” كما وصفوها، ارتفعت أصوات الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا فرارا من الحرب بنداء استغاثة إلى الملك محمد السادس من أجل إعطاء توجيهاته للحكومة لإدماجهم في الكليات المغربية.
اختار الطلبة العائدون من أوكرانيا وآباؤهم وأولياؤهم في احتجاج 23 غشت المنظم أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عدم الحديث في تفاصيل الحلول؛ لأنهم تعبوا من ذكرها ومن لفت انتباه الوزارة إليها، بحسب ما أكدته ليلى، أم أحد هؤلاء الطلبة، في تصريح لهسبريس.
وفي هذا الإطار، قالت ليلى: “قمنا بجرد المنصات التي أعلنت عنها الوزارة، وفرز مستويات الطلبة، وتبين أن إمكانية الإدماج متاحة، لذلك فكما تجرأ وزير التعليم العالي وأعلن استعداده لإدماج الطلبة، على الحكومة أن تملك الجرأة لتدبير الملف على أكمل وجه”.
وأضافت الأم ذاتها، عضو خلية آباء وأولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أن “المفروض ونحن على بعد أسبوع من الدخول الجامعي، أن يكون الطلبة مسجلين بالكليات، بدل أن يتحولوا إلى لاجئين في بلادهم في ظل غياب حلول لتمكينهم من متابعة الدراسة”.
من جانبه، صرح عبد الله الطويل، أب طالب عائد من أوكرانيا، بأن المحتجين يقفون اليوم أمام الوزارة من أجل الاستغاثة بملك البلاد، متسائلا في الآن ذاته عن مصير الوعود التي جاءت على لساني وزير التعليم والناطق الرسمي باسم الحكومة.
وقال الطويل: “تبقى أسبوع واحد عن الدخول الجامعي والطلبة لا يعرفون مصيرهم، وحالتهم النفسية مزرية”.
وتلا أعضاء خلية الآباء والأولياء وتنسيقية الطلبة “نداء استغاثة” خلال الوقفة، جاء فيه: “مولانا أب الأمة الحنون، نحيطكم علما ونحن على مشارف الدخول الجامعي أن الحكومة لم تقم بعد بإدماجنا بالجامعات المغربية العمومية، ولا بتوضيح خيار الدراسة عن بعد، ولا بإلحاقنا بجامعات دول جوار أوكرانيا، كما جاء في العديد من تصريحات المسؤولين”.
وتابع النداء: “أمام هذا الوضع المقلق وبعد أن تم التراجع عن هذه الوعود، نرجو من جلالتكم النظر إلى وضعيتنا بعين الرأفة، والرحمة، وأن تشملنا بعطفكم الكريم بالتدخل لإعطاء تعليماتكم السامية لمباشرة تدبير ملفنا بجدية تامة، حتى لا يضيع مستقبل آلاف الأطر المغربية، من أطباء ومهندسين، كانت الحرب سببا في عودتهم قسرا إلى وطنهم الأم، تلبية لنداء جلالتكم بالالتحاق فورا بأرض الوطن”.
ومن المرتقب أن تعلن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن الحلول التي تقترحها بداية شتنبر المقبل، بحسب ما أكده مسؤول وزاري في تصريح سابق لهسبريس، الذي كشف أن الجامعات الخاصة أبدت موافقتها لاستقبال الطلبة، بالإضافة إلى حديثه عن استعداد الوزارة لتسهيل عملية التعليم عن بعد بالنسبة لمن اختاروا الاستمرار مع الجامعات الأوكرانية، إلا أن الطلبة ينتظرون فتح الكليات العمومية في وجههم، وكذلك تقديم ضمانات لإنجاح عملية التعليم عن بعد.