عبر طلبة الطب والصيدلة عن استنكارهم للتوقيفات التي طالت زملاءهم، على خلفية الاحتجاجات والمقاطعة التي دخلوا فيها منذ خمسة أشهر، واعتبروها قرارات تعسفية وانتقامية وغير مسبوقة في تاريخ نضالات كليات الطب والصيدلة.
وندد الطلبة في بلاغات لهم بسياسة الانتقام والتنكيل بزملائهم الذين كان دورهم الوحيد والأوحد هو إيصال الصوت ونقل مطالبهم، قبل أن يجدوا أنفسهم مقصيين من متابعة دراستهم وتكوينهم، وقالوا إن هذه القرارات لن تزيدهم إلا صمودا، كما أنها تقطع كل حبال الثقة في المؤسسات ومسؤوليها.
وأكد الطلبة سيادة حالة من التوتر والاحتقان في أوساط كليات الطب والصيدلة نتيجة استمرار سياسة التضييق والقمع والترهيب التي تتخذها الوزارتان الوصيتان بدلا من الجلوس على طاولة الحوار ومحاولة حلحلة أزمة التكوين الطبي.
وأشار الطلبة إلى أن السياسة القمعية بدأت بحل مكاتب الطلبة في مختلف المدن التي تعتبر الممثل الشرعي والوحيد للطلبة، مرورا إلى قمع مجموعة من الأشكال التظاهرية السلمية التي يكفلها الدستور المغربي، كان آخرها المسيرة السلمية بالرباط يوم الاثنين 6 ماي، وصولا إلى حزمة من التوقيفات التي طالت مجموعة من ممثلي الطلبة في مختلف الكليات.
وأكد طلبة الطب والصيدلة على أن المقاطعة لا زالت مستمرة حتى التراجع عن القرارات التعسفية وفتح باب الحوار، مع اتخاذ جميع التدابير والاجراءات الإدارية والقانونية اللازمة للطعن في القرارات المجحفة، ملوحين أيضا بالتصعيد، في حال عدم التراجع هن هذه الخطوة الانتقامية التي هدفها تصفية الحسابات مع ممثلي الطلبة.
وتستمر الأشكال الاحتجاجية للطلبة وذويهم، فبعد وقفة أمام البرلمان نهاية الأسبوع، يخوض طلبة الطب والصيدلة بطنجة، يومه الاثنين مسيرة بالشموع بحضور أولياء الأمور والهيئات الحقوقية.
وإلى جانب الطلبة، عبرت العديد من الهيئات الحقوقية والسياسية والنقابية والطلابية عن رفضها للطريقة التي تدبر بها الحكومة ملف طلبة الطب والصيدلة، ولجوئها للتهديد والعقاب في حق من يطالبون بالحوار، ودعت إلى العدول عن العقوبات الانتقامية، وعدم صب الزيت على النار لإنقاذ الموسم، وفتح الباب لحوار جاد ومسؤول.
كما وقع المئات على رأسهم عائلات وأقرباء طلبة الطب والصيدلة على عريضة تطالب رئيس الحكومة بإعادة فتح باب الحوار مع اللجنة الوطنية والتراجع عن التوقيفات.