يخوض 254 عاملًا من عمال مناجم “الكوبالت” في المغرب إضرابا متواصلا منذ خمسة أشهر احتجاجا على حرمانهم من الأجور.
وأطلق عمال منجم “بوزار” في إقليم ورزازات عريضة يطالبون فيها بوقف الانتهاكات الخطيرة التي طالتهم بمنجم بورزازات، وخاصة ما يتعلق بحقوقهم كعمال، وحقوق السكان المحليين والبيئة جراء استخراج مادة الكوبالت المستعملة في إنتاج السيارات.
وقال جمعية “أطاك” المغرب إن شركة مناجم “Managem” التابعة للهولدينغ الملكي، تستغل منجما للكوبالت بورزازات باللجوء بشكل كبير إلى التعاقد من الباطن sous-traitance مع شركة أخرى هي “طوب فوراج”، وهذه الأخيرة حرمت العمال من أجورهم، كما لم تدفع اشتراكات الضمان الاجتماعي لسنوات.
ونددت الجمعية بظروف استخراج الكوبالت والزرنيخ من المنجم دون مراعاة لأبسط قواعد السلامة وقانون الشغل والبيئة واحترام السكان المحليين وحرية تكوين الجمعيات، بينما تتبجح فيه شركتا BMW و Renault ، وهما الزبونان الرئيسان للكوبالت، بسياستهما النموذجية في توريد المعادن.
وأشارت أن شركة “BMW” أضحت أحد زبناء “مناجم” منذ العام 2020، ووقعت شركة “Renault” اتفاقية مع شركة مناجم لتوريد 5 آلاف طن من كبريتات الكوبالت سنويًا، ابتداء من العام 2025، لتزويد إنتاج 300 ألف بطارية للسيارات الكهربائية في مصنعها العملاق في شمال فرنسا.
يُستخرج جزء من هذا الكوبالت، المستخدم لإنتاج السبائك ومهابط بطاريات السيارات الكهربائية الأوروبية، في منجم يشتغل فيه العمال في ظروف كارثية، بسبب بيئة العمل الخطيرة والمعدات المتهالكة والتعرض المنتظم للأغبرة السامة.
ويتنفس السكان المحليون يوميًا غبار مادة “الزرنيخ” من جبال المخلفات المكدسة بجوار المنجم، وخلال قرن من الزمان، لوث المنجم واحات وادٍ بأكمله بالزرنيخ واستنزف المياه الجوفية في منطقة صحراوية تعاني بالفعل من موجات جفاف أصبحت أكثر تواتراً وشدةً في السنوات الأخيرة نتيجة لتغير المناخ.
وطالبت الجمعية الشركات سواء “Renault” أو “BMW” أو “Managem” المسؤولة عن هذه الخروقات، باتخاذ التدابير التي تفرضها الكرامة والقانون الدولي، وتحديد مخاطر انتهاكات حقوق الإنسان والبيئة في سلسلة التموين الخاصة بها، لأن مسؤوليتها لا يمكن تفويضها دائما أو تذويبها في آلية التعاقد من الباطن sous-traitance من خلال نقل الالتزامات تجاه العمال والسكان إلى بنيات غير قادرة أو غير راغبة في تحملها.
ومن المنظمات الموقعة على العريضة، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، جمعية العمال المغاربة في فرنسا، جمعية “أطاك” فرنسا، الكونفدرالية العامة للشغل، الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان.
ويتوفر المغرب على واحد من المناجم النادرة في العالم لإنتاج الكوبالت بنقاوة عالية (منجم بُوزار بإقليم ورزازات)، وهو الوحيد في العالم الذي معدنه الأساسي الكوبالت، وتعتبر شركة “مناجم” واحدة من أكبر 5 منتجين لِكوبالت الكاثود عالي النقاوة في العالم، وتسوّق “مناجم” كاثود الكوبالت تحت العلامة التجارية “سي إم بي إيه” (CMBA).