مآس شبه يومية تسجلها مياه البحر الأبيض المتوسط، خاصة على مستوى المنطقة البحرية المتاخمة لسبتة المحتلة، حولتها إلى مقبرة للحالمين بالعبور إلى “الفردوس الأوروبي”.
فقد تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر قاصرا يصارع الأمواج بعدما خارت قواه، في وقت اكتفى فيه عناصر القوات المساعدة وأشخاص آخرون بزي مدني بالمراقبة دون تقديم أي مساعدة، قبل أن يتوارى الفتى عن الأنظار.
كما تداول نشطاء “فيسبوك” صورة لجثة شاب لفظتها أمواج البحر، معلنة نهاية رحلة الهلاك، بعد عصر يوم الاثنين، موثقة لفاجعة أخرى تنضاف إلى سابقاتها.
وتعالت أصوات حقوقية منددة بالأوضاع وتنامي محاولات العبور إلى الثغر المحتل، مطالبة بإجراءات ومقاربات اجتماعية واقتصادية وحقوقية لإنقاذ الأرواح.
وفي هذا الصدد، تأسف محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، لتنامي أحداث غرق الشباب المغربي تحت أنظار الكاميرات، كما لو أن الأمر لا يتعلق بحياة بشر عجز وطن بأكمله عن حمايتهم.
وأوضح رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان أن هؤلاء الشباب اضطروا إلى مقارعة الأمواج بعدما دفعهم الفساد والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتوزيع غير العادل للثروة إلى الكفر بالوطن، أملا في مستقبل أفضل.
وشدد بن عيسى على أن هذه الوقائع وغيرها تظهر عجز المسؤولين عن إنقاذ أرواح تقارع الموت وسط الأمواج بعدما فشلوا في انتشالهم من براثن اليأس، مبرزا أن هذه الأحداث لم تعد تسائل الحكومة وبرامج التنمية، بل تضع الجميع في مرمى سهام الإدانة، كل حسب موقعه ومسؤوليته، لوقوف موقف المتفرج.
وطالب الفاعل الحقوقي ذاته الحكومة المغربية بالخروج إلى العلن، والتواصل والإفصاح عن مدى توفرها على استراتيجية أو برامج للحد من هذا النزيف.