كشف مصدر مسؤول من المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات أنه “تمت السيطرة بشكل نهائي ورسمي على جميع الحرائق التي اندلعت في مركز مولاي بني عروس، بعد مرور أسبوع كامل على اندلاعها”.
وشدد المصدر ذاته على أن “مساحات الغابات المحترقة في ضواحي مولاي عبد السلام وبني عروس لا تدخل ضمن خانة المساحات الضائعة أو الميتة، بل ستتم إعادة إحيائها من قبل فرق من المتخصصين”، مبرزا أن “إجمالي المساحات المتضررة من الحرائق في مركز مولاي عبد السلام بلغت 5600 هكتار”.
وأورد المصدر ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “اللجان المحلية والمركزية تعكف الآن على دراسة مسببات الحريق من خلال بعض التجارب المنتقاة، حيث سيتم إطلاق دراسة معمقة تهم فهم هذا الحريق وأسباب انتشاره”.
وقال مركز قيادة الحرائق في تزروت مولاي عبد السلام (العرائش) إن طائرات من نوع “كنادير” تابعة للقوات الجوية نفذت أكثر من 50 طلعة جوية، توازيا مع انتشار مئات من عناصر المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وأعوان الإنعاش الوطني والمتطوعين.
وتعكف حاليا لجان متخصصة في تدبير الغابات والغطاء النباتي على إحصاء الخسائر المسجلة في ضواحي مولاي عبد السلام، حيث تمت الاستعانة بعناصر من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي.
ولأول مرة، تمت الاستعانة بطائرة (الدرون) تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل رصد وتتبع بؤر الحرائق، وبالتالي تحديد أولويات التدخلات الجوية والبرية بعد دراسة وتحليل الصور تحت الحمراء.
وقد جرى وضع خلية على المستويين المركزي والمحلي من أجل تحديد التدابير والإجراءات اللازمة والعاجلة لمواكبة الساكنة المتضررة وبرمجة مشاريع تنموية مندمجة.
وواجهت فرق الإطفاء أحد أكبر الحرائق التي شهدتها المملكة على الإطلاق، حيث لم تشهد أي منطقة في البلاد موجة حريق مشابهة لتلك التي شهدتها منطقة بني عروس التابعة لإقليم العرائش.
ودفعت سرعة انتشار النيران الساكنة إلى مغادرة منازلها بعدما أحاطت ألسنة اللهب بالبيوت، كما عجلت بتطوع العشرات من السكان المحليين المجاورين للغابة في عملية إطفاء الحريق الذي نشب منذ أكثر من خمسة أيام، بهدف تأمين المحاصيل الزراعية التي باتت مهددة، بينما انتقل الحريق إلى جماعات أخرى متفرقة.