مع ارتفاع درجة حرارة فصل الصيف، تتخوف مجموعة من الفعاليات البيئية من عودة الحرائق إلى واحات درعة تافيلالت، بالنظر إلى توفر شروط اندلاعها بسبب تبعات أزمة الجفاف في الموسم الفلاحي الحالي.
وتشهد بعض مناطق الجنوب الشرقي، خاصة زاكورة، حرائق متتالية في فصل الصيف، تشكل مصدر جدل متواصل بين السلطات العمومية والجمعيات النشطة في المجال البيئي.
وتُصارع واحات درعة قسوة الجفاف الذي يخنق المنطقة، اعتبارا للأدوار الاجتماعية المهمة التي تضطلع بها المناطق الواحية في النسيج الاقتصادي المحلي للساكنة.
وفي هذا الصدد، قال جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، إن “الحرائق تحولت إلى مسلسل سنوي تشهده أقاليم درعة، لا سيما زاكورة، بفعل غياب التساقطات المطرية عن هذه الأقاليم في السنوات الأخيرة”.
وأضاف أقشباب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الجمعية نبهت السلطات مرارا وتكرارا إلى ضرورة إعداد مخطط استباقي لوقاية زاكورة من الحرائق؛ لكن لا شيء تم تنفيذه على أرض الواقع”.
وأوضح الناشط البيئي أن “ظروف اشتعال الحرائق متوفرة بواحات الجنوب الشرقي، ولا يلزمها سوى درجة الحرارة المناسبة؛ وذلك في ظل عدم تنظيف الحقول الفلاحية التي يتراكم فيها جريد النخل”.
وتابع بأن “الجمعية طالبت كذلك وزارة الداخلية بإعلان زاكورة منطقة منكوبة، ليتم تخصيص اعتمادات مالية من المركز قصد إنقاذها”، خالصا إلى أن “الواحات تتجه إلى الاندثار في المستقبل القريب”.
وفي هذا السياق، صادق مجلس درعة تافيلالت على اتفاقية شراكة تهم الحماية من الحرائق وتهيئة وتأهيل واحات درعة تافيلالت، حيث تقدر التكلفة الإجمالية لإنجاز المشروع بـ545.198.500 درهم، وتروم تأهيل وتهيئة وحماية أزيد من 30 واحة.
وأعدت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات، في هذا الإطار، اتفاقية من أجل تمويل وإنجاز مشروع الحماية من الحرائق، وتهيئة وتأهيل واحات درعة تافيلالت، بشراكة مع مجموعة من القطاعات الجهوية.
جدير بالذكر أن الواحات الأكثر عرضة للحرائق بدرعة تافيلالت تتوزع بين واحات أوفوس وتنجداد بالرشيدية، وواحة مزكيطة بزاكورة، وواحة سكورة بورزازات.