بعد ثلاث سنوات من الغياب، تعود الجالية المغربية المقيمة في الخارج إلى أرض الوطن وكلها حماس لاكتشاف العروض السياحية المطروحة، بينما يؤكد الفاعلون ومهنيو القطاع أن هناك إقبالا كبيرا على مختلف الأنشطة والعروض السياحية.
في مدينة شفشاون التي تستقبل وفودا بالعشرات يوميا، انتعشت المنتجعات السياحية ومراكز الاصطياف، حيث أكد جمال الريسوني، مدير وحدة فندقية، أن “المدينة الزرقاء تنفست من جديد”.
وقال الريسوني، عضو الجمعية المغربية للسياحة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “بعد عطلة العيد، شهد القطاع السياحي دينامية غير معهودة بفضل عودة مغاربة المهجر بعد مرور سنتين من انتشار الجائحة”.
وأضاف أن “مغاربة الداخل أيضا يتوافدون على المدينة بسبب موجة الحر، وقد أخذت شفشاون قسطا كبيرا من السياح الذين يأتون عبر مجموعات أو بشكل فردي”.
وتابع قائلا: “نستقبل وفودا من إيطاليا وفرنسا وأمريكا، واليهود الذين يزورون شفشاون بشكل دوري”، مبرزا أن الموقع الاستراتيجي والواجهة البحرية الممتدة على مسافة 120 كلم والمميزات الطبيعية والمهرجانات الصيفية، عوامل كلها تساهم في جذب السياح.
وفي الجنوب، تعيش السياحة على وقع الانتعاش والعودة تدريجيا إلى المنافسة، حيث أفاد مدير وحدة فندقية في أكادير بأن “السياح اليهود والأوروبيين يتوافدون بكثرة على هذه المدينة الساحلية”.
ويشتكي السياح من ارتفاع أسعار الوحدات الفندقية والتجمعات الترفيهية، وتبرز الإعلانات المنشورة على الإنترنت للفنادق المصنّفة زيادات واضحة في أسعار المبيت، حيث انتقل ثمن الليلة في أحد الفنادق من 400 درهم في الأيام العادية إلى 850 درهما في الفترة الحالية.
وينتقد بعض السياح ارتفاع أسعار الفنادق والخدمات السياحية بالمدن الساحلية المعروفة بالبلاد، مشيرين إلى أن الفعاليات المهنية “وضعت أسعارا خاصة بالأجانب فقط، دون مراعاة للقدرة الشرائية للمغاربة”.
هذا المعطى نفاه مصدر مسؤول من داخل الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، في تصريح سابق لهسبريس، قائلا إن “أسعار الفنادق ليست موحدة، بل تختلف حسب تصنيفها”، لافتا إلى أن “الأسعار في متناول الجميع تبعاً للقدرة الشرائية لكل فرد”.