كثيرون من المغاربة لا يتذكرون فوربيدن ستوريز! ومن يتذكرها، على قلتهم، يستحضرون هذا الائتلاف الصحفي باعتباره صاحب “مزاعم بيغاسوس”، الذي حاول جاهدا إلصاقها بالمؤسسات الأمنية المغربية، متجاهلا في المقابل حقيقة قطعية مؤداها أن أكثر من 12 دولة أوروبية، بما فيها فرنسا التي اصطفت ضمن الضحايا المزعومين، كانت تستخدم هذا البرنامج المعلوماتي لأغراض مشروعة وأخرى مشوبة بعدم الشرعية.
ولم تكتف فوربيدن ستوريز بتزعم الجبهة المشتركة لاستهداف المغرب ومؤسساته الأمنية عبر الترويج لمزاعم بيغاسوس، والتي كشفت المعطيات الأخيرة عن زيفها وطابعها الممنهج، بل انخرطت في الساعات القليلة الماضية في نشر إعلان تشويقي لإعادة إحياء قضية عمر الراضي، وتصويره على أنه ضحية مفترض لعمله الصحفي، وليس مدانا من أجل جريمة اغتصاب في حق ضحية معلومة تدعى حفصة بوطاهر.
ولأن فوربيدن ستوريز هي مجرد واجهة إعلامية في خدمة أصحاب الأجندات الحقيقية داخل الأجهزة الأوروبية المعلومة، خصوصا الفرنسية، فإنها تعكف حاليا على محاولة خلط الأوراق في قضية عمر الراضي، لخلق الضبابية المنشودة في مثل هذا النوع من القضايا، وذلك حتى يسهل عليها التلاعب بالرأي العام ودفعه لاستخلاص قناعات مغلوطة تنتهي في آخر المطاف عند اتهام المغرب باستهداف الصحافيين!
ولم تجد فوربيدن ستوريز لتنفيذ خطتها الجديدة سوى استحضار تقارير إعلامية قديمة قالت أن عمر الراضي شرع في إنجازها قبل اعتقاله! والمفاجأة أن هذه التقارير لا علاقة لها بالتهم الجنائية التي كانت وراء اعتقال وإدانة عمر الراضي، وإنما تتعلق بالأراضي السلالية والخلافات الناشئة عن استغلالها وملكيتها. فما هي إذن الرسائل التي تريد فوربيدن ستوريز توجيهها للرأي العام من خلال وصلتها الإشهارية الجديدة؟ وهل ستدعي بأن اغتصاب الأراضي السلالية هو سبب اغتصاب ضحية عمر الراضي؟ أم أنها ستتلاعب بمعاناة السلاليين وتستغل دموعهم لتبرئة عمر الراضي الذي أدانه القضاء المغربي في أكثر من مرحلة من مراحل التقاضي؟
وهل ستكتفي فوربيدن ستوريز باستهداف المغرب بشكل منفرد في قضية عمر الراضي، أم أنها ستلجأ مرة أخرى لخدمات منظمات وشخصيات “المناولة في النضال”، خصوصا أمنستي أنترناسيونال وهيومان رايتس ووتش ولوموند الفرنسية وفؤاد عبد المومني والمعطي منجب وغيرهم، وذلك لضمان إشاعة وإذكاء وتشبيك البروباغندا مثلما فعلوا في مزاعم بيغاسوس.
والراجح أن فوربيدن ستوريز سوف تركن قريبا لطلب المساعدة من متعددي الولاءات الوطنية، ومن بعض الصحف والمنظمات الأجنبية التي تخدم الأجندات السرية المعلومة، لأنها تدرك جيدا بأن “الأكثرية تغلب الحقيقة”، وأنه كلما تزايد عدد “البراحين كلما تحققت الحيحة المطلوبة ” كما يقول المغاربة. كما أن فوربيدن ستوريز تعلم علم اليقين بأن البروباغندا لا تحقق أهدافها إلا إذا كانت ثقيلة ومدعومة بالنيران الصديقة، على عكس المدفعية التي كلما كانت ثقيلة إلا وكانت بطيئة في الحركة والمناورة.