إغناءً للخزانة الدبلوماسية المغربية، وتفكيرا في إمكان “دبلوماسية راشدة” عالمية، يصدر كتاب جديد للدبلوماسي السابق بروسيا والأستاذ الزائر بجامعات مغربية وفرنسية وأوكرانية وروسية إدريس قريش، بعنوان “التأصيل الدبلوماسي بين النظرية والممارسة”.
وفي تصريح لـ هسبريس، قال كاتب “التأصيل الدبلوماسي” إنه يضم “سلسلة من المحاضرات في علم العلاقات الدولية، وآلياتها الدبلوماسية، ومفهومها، وتطور نظمها عبر التاريخ”، وزاد: “هي محاضرات ألقيتها في ماستر ‘الدبلوماسية الدينية’ في كلية الشريعة بمدينة فاس، وبماستر القانون الدولي والترافع الدبلوماسي بكلية الحقوق بعين الشق في الدار البيضاء”.
ويعكس هذا الكتاب، وفق قريش، “رؤية ناضل من أجل تفعيلها منذ خمسين سنة، وتتجلى في رصد وإبراز تآكل التوجهات والنظريات السائدة في العلاقات الدولية، وحتمية إيجاد البديل”، مردفا: “أرى أن البديل يتجسد في دبلوماسية جديدة تقوم على معايير أخلاقية إنسانية كونية شاملة، تتميز بالاستمرارية والأبدية”.
وهذا التوجه، حسب المصرح، “يتجسد في الدبلوماسية الروحية التي تقوم على القيم المشتركة، وتحظى بالتقديس لكونها من صنع الخالق سبحانه وتعالى”.
وجاء هذا الكتاب، وفق كاتبه، أولا لـ”ترك بصمة، ومرجع للطلبة؛ باعتبار أن المجال يفتقر إلى مرجعيات من هذا المستوى، وترك طابع لما ناضلت من أجله كدبلوماسي وخبير في العلاقات الدولية، ليكون مرجعا لكل المهتمين بالعلاقات الدولية، وخصوصا الطالبات والطلبة الباحثين في المجال”.
ويرد في هذا الكتاب شيء من “غير المكشوف في العلاقات الدولية”، مثل “مكانة المغرب عبر التاريخ في العقيدة الدبلوماسية الدولية، باعتباره دولة أمة، ذات تموقع متميز في العلاقات الدولية”.
وأضاف الباحث شارحا: “حاولت أن أكشف مكانة طنجة والدار البيضاء ومراكش في روح ومضمون أكبر مؤتمر دولي شكل النظام الدولي (مؤتمر يالطا) سنة 1945، بين رؤساء الدول الكبرى آنذاك، فرانكلين روزفلت عن الولايات المتحدة الأمريكية، ووينستون تشرشل عن بريطانيا، وجوزيف ستالين عن الاتحاد السوفياتي؛ فهذا الأخير قدم طنجة بديلا عن نيويورك لاحتضان منظمة الأمم المتحدة، وقدم تشرشل طنجة والدار البيضاء بديلا”.
ويتضمن الكتاب أيضا “رسائل للطلبة والطالبات، بعشق الانتماء إلى الوطن، والدفاع عن المقدسات الوطنية”، مع تحليل انطلاقا من “35 سنة من تجربتي في روسيا وأوكرانيا، أو الاتحاد السوفياتي بصفة عامة، يقدم رؤيتي لهذه الأزمة، أو الحرب الروسية الأوكرانية، ومآلاتها وتحدياتها للعالم”.
وفي ختام تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، وجه إدريس قريش “رسالة إلى كل الدبلوماسيين، خاصة المغاربة، ليسجلوا كل مواقفهم وما نحتاجه من مكونات مستمدة من الممارسة؛ لأن لدينا في المغرب دبلوماسيون كبار وكبار جدا نفتخر بهم، وبالتالي ننتظر منهم تجسيد معرفتهم في كتب ومذكرات، تحتاجها الأجيال الدبلوماسية الجديدة لتحصين تموقع المغرب ومكتسباته على المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي”.