أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
قال محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية، والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إن اختيار المغرب لاحتضان القمة الروسية العربية له عدة دلالات واعتبارات أساسية.
ويرى لعروسي، وفق تصريح له خص به موقع “أخبارنا”، أن “روسيا تَعتبر المغرب شريكا أساسيا في العديد من المجالات والقطاعات الحيوية، لاسيما على المستوى الاستراتيجي”، لافتا إلى أن “المملكة تتبنى دوما موقفا محايدا في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا”.
أستاذ العلاقات الدولية كشف، أيضا، أن “هذا الحياد المغربي يجعله يحافظ على نوع من التوازن مع باقي الفرقاء المتصارعين”، موردا أن “عدم تصويت المغرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار إدانة التدخل الروسي في أوكرانيا خير دليل على هذا الاعتدال في المواقف”.
وزاد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن “المغرب من المنظور الروسي يعتبر فاعلا أساسيا، خصوصا في ظل الأزمات التي تعرفها بلدان القارة الإفريقية، والانقلابات التي تطبع دول القارة السمراء”، مردفا أن “قرار تنظيم المنتدى الروسي-العربي يدخل في إطار تشجيع المغرب ودعم المملكة التي ضربها الزلزال قبل أسابيع”، مخلفا تداعيات اقتصادية واجتماعية وإنسانية وخيمة.
“إن المغرب أرض السلام والأمان؛ وهذا المعطى يشجع على تنظيم ملتقيات ولقاءات ومحافل دولية وعالمية بهذا الحجم في “مدينة النخيل” على وجه التحديد، نظرا إلى اللوجستيك الذي تتوفر عليه المملكة”، يشرح لعروسي قبل أن يضيف أن “موسكو تروم من خلال هذا اللقاء لعب دور أساسي في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”، الذي تأجج مجددا قبل أيام، مفضيا إلى مئات القتلى والجرحى في صفوف مدنيي الجانبين.
ولم يفوت أستاذ العلاقات الدولية الفرصة دون أن يوضح أن “المغرب منفتح على كل الشركاء”، مستطردا أن “روسيا اليوم باتت تلعب دورا هاما في ملف الصحراء المغربية”، خالصا إلى أن “الرباط تستحضر مصلحتها مهما تقاربت موسكو مع دول تكن العداء للرباط من قبيل الجارة الشرقية الجزائر”.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” قال إن القمة الروسية العربية ستعقد في مدينة مراكش شهر دجنبر المقبل، عقب اتفاق أبرمه مع الأمين العام للجامعة الدول العربية “أحمد أبو الغيط”.
يُذكر أيضا أن “القمة الروسية-العربية”، حسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية، تشكل منطلقا هاما للتعاون العربي الروسي؛ إذ إن آخر قمة عُقدت سابقا كانت عام 2019 في العاصمة الروسية موسكو؛ بيد أن “أزمة كورونا” حالت دون تنظيمها مجددا.