كتاب يلامس حقيقة مرحلة من تاريخ المغرب تم تقديمه بالرباط، مطلع الأسبوع الجاري، حول “المنظمة السرية الصحراوية”، بعنوان فرعي هو “جزء خفي في قضية الصحراء المغربية”.
وهذا الكتاب أعده وقدمه الصحافي عبد الهادي مزراري، وعرف به يوم أمس الإثنين بالمركز الثقافي أكدال، في الرباط، بحضور رئيس المنظمة السرية وبعض أعضائها.
عبد الرحمن محمد بلحسن، رئيس المنظمة السرية الصحراوية، قال إن حضوره للقاء جاء من باب الواجب؛ لأن “هذا الكتاب يعطي حقيقة مرحلة من تاريخ المغرب وكفاحه، مرت صامتة، وعبر المؤلَّف تخرج الآن إلى الوجود”.
وأضاف المتحدث ذاته: “عبر هذا الكتاب يمكن أن يعرف الناس كيف جاء الشطر الثالث من وادي الذهب، دون ضجيج، بخاتمة سلمية وكفاح بوسائل سلمية، والآن عاد الإقليم إلى الأرض المغربية”.
من جهته، قال عبد الهادي مزراري، صحافي كاتب المؤلف، إن هذا الكتاب “يحكي حقبة سابقة على المسيرة الخضراء سنة 1975، منذ أواسط الستينيات إلى سنة المسيرة، ويمر على المراحل بالتدريج التي كان فيها المغرب بقيادة الملك الحسن الثاني، بمعية شخصيات وطنية، شمالا وجنوبا، يخطط لاسترجاع الصحراء، ويخطط للمسيرة الخضراء”.
وتابع مزراري: “يوثق الكتاب عمليات سياسية واستخباراتية كانت تتم في السر إلى حين استرجاع هذه الأقاليم، بعد التحاق عدد من الأعيان الكبار في الصحراء بالمملكة المغربية”، وواصل: “يدون المؤلف مجموعة من الأحداث، فيها حرص وانتقاء، فالتأريخ عملية صعبة ومعقدة جدا، ولا يمكن لأي كان أن يدعي القدرة على التأريخ لمرحلة معينة بدقة وموضوعية كاملة، وهو ما دفعني إلى اللجوء إلى مصادر الخبر، ومنهم سي محمد بن عبد الرحمان بلحسن، رئيس المنظمة السرية، ومجموعة من الأعضاء الذين أجريت معهم سلسلة من اللقاءات استغرقت حوالي سبعة أشهر إلى ثمانية أشهر”.
ورغم اهتمامه ومتابعته لملف الصحراء المغربية، إلا أن الكاتب تحدث عن تفاجئه بـ”الكثير من المعلومات والمعطيات خلال هذا العمل”.
وحول مستقبل قضية الصحراء، ذكر مزراري أنه “لا يمكن أن نجيب عنه إلا من خلال ماضي القضية، ففي ماضيها هي قضية وطنية مغربية”، ثم زاد: “الماء لا بد أن يعود إلى مجراه”، والمغرب بقيادة الملك محمد السادس “استطاع تسجيل عدد كبير من النقاط الدبلوماسية على صعيد الأمم المتحدة، وعلى صعيد العلاقات الدولية، في الدفاع عن وحدتنا الترابية، واستطعنا أخذ اعتراف عدد كبير من الدول”.
ثم أجمل الكاتب قائلا: “نتجه إلى الحل. المغرب في صحرائه. وتحتاج القضية بعض التوافق مع الإخوة الصحراويين، وهذا يتم عبر التفاوض والحوار والتشاور”.