مع مرور أكثر من 15 شهرًا على الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز، لا تزال حياة الناجين تزداد صعوبة داخل الخيام البلاستيكية التي أصبحت رمزًا لمعاناتهم المستمرة. بعد تحمل حرارة الصيف اللاهبة ورياح الخريف العاتية التي اقتلعت بعض الخيام، يواجه الضحايا الآن فصل الشتاء ببروده القارس وتساقط الثلوج والأمطار الغزيرة التي غمرت الخيام وحاصرت المنكوبين.
تنقل الصور ومقاطع الفيديو القادمة من المناطق المتضررة مشاهد مأساوية لخيام تحولت إلى برك من المياه، وأخرى أثقلتها الثلوج، مما زاد من معاناة الأسر التي لا تزال تطلق صرخات استغاثة من أجل إنقاذها وإيوائها بشكل لائق يحفظ كرامتها ويحميها من المخاطر التي تهدد حياتها.
وصف منتصر إثري، أحد ضحايا الزلزال والناشطين في الملف، الوضع بأنه “معاناة مضاعفة” بسبب الثلوج والأمطار والبرد القارس الذي يضرب الخيام البلاستيكية المهترئة. وأضاف في تصريح لموقع “لكم” أن الضحايا يدخلون فصل شتاء ثانيًا داخل “الكّيطان” (الخيام)، مما يعمق آلامهم ويجدد جراحهم التي لم تندمل بعد.
وأشار إثري إلى أن الظروف المناخية القاسية التي يعيشها الضحايا تطرح تساؤلات حول السياسة المعتمدة في تدبير ملف الزلزال، وتكشف التناقض بين الواقع الميداني والأرقام الرسمية. ودعا إلى تحرك عاجل لتفعيل مضامين البلاغ الملكي الصادر في 14 شتنبر من العام الماضي، والذي كان يهدف إلى تسريع عملية إعادة الإعمار وإنقاذ المتضررين.
أكد الناشط أن أكثر من عام وأربعة أشهر مرت على الكارثة، وما زالت أغلب الأسر المتضررة تقطن في الخيام، بينما لم تستفد بعض الأسر حتى الآن من دعم الدولة بسبب “تلاعبات وخروقات” ارتكبها أعوان السلطة. واتهم إثري بعض المسؤولين بالتلاعب بمصير ملفات الأسر المتضررة لصالحهم أو لصالح أسرهم وأقاربهم، مطالبًا بفتح تحقيق شامل وعميق في هذه الخروقات من قبل لجنة محايدة.
وأضاف أن هناك كوارث أخرى تقع في المناطق المنكوبة تتطلب تشكيل لجنة برلمانية للوقوف عليها والاستماع إلى شهادات الأسر المحرومة، والتي وصفها بأنها “ستصدم السامع من هولها”.
إلى جانب معركة الدعم والإيواء، يخوض المتضررون معركة أخرى من أجل الإفراج عن سعيد أيت مهدي، رئيس تنسيقية ضحايا زلزال الحوز، الذي يُتابع هو وثلاثة آخرين على خلفية احتجاجاتهم السلمية للمطالبة بإنصاف الضحايا. وتتصاعد الأصوات المطالبة بالاحتكام إلى لغة العقل والحوار بدلًا من سياسة تكميم الأفواه.