قالت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، إن “مؤتمر التجمع الإفريقي لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الإفريقية الأعضاء في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ينتظر منه مناقشة كيفية زيادة قدرة إفريقيا على الصمود أمام التحديات والأزمات غير المسبوقة، من خلال تقديم الدعم للدول الإفريقية وتمويل التنمية المحلية بالقارة لبناء مناعة ذاتية”.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الذي انطلق اليوم الثلاثاء بمدينة مراكش تحت رعاية الملك محمد السادس، بحضور 54 بلدا إفريقيا و10 وزراء للمالية، ذكرت العلوي، التي أسندت إليها رئاسة هذا التجمع كممثلة للمغرب، بالتحديات التي يجب التركيز عليها، من قبيل تمويل التنمية بالقارة السمراء، والتكامل الإفريقي في مجال الرقمنة والطاقة وتحسين الأمن الغذائي.
وأوضحت الوزيرة أن المؤتمر يشكل لحظة لمناقشة ما يؤرق القارة الإفريقية من تحديات تواجهها، كالانعكاسات السلبية لجائحة “كوفيد-19″، وحرب روسيا وأوكرانيا، وضغط الديون، لرفعها في مذكرة إلى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، موردة أن “إفريقيا تواجه معضلات أخرى، من قبيل التغيرات المناخية وتهديد الأمن الغذائي والحفاظ على المكتسبات، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر الذي ينتظر منه تقديم حلول لهذه المشاكل”.
أما دونالد كابروكا، رئيس البنك الإفريقي للتنمية، فلفت في معرض كلمته، بحضور عدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، إلى أن الأزمات التي عرفها قطاع المال والاقتصاد خلال سبعينات القرن الماضي، كتراجع قيمة الدولار سنة 1972 وأزمة البترول سنة 1973، والهجمات الإرهابية سنة 2011 التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون بالعاصمة واشنطن، جعلت إفريقيا تعيش مرحلة صعبة، مضيفا: “لكننا كمسؤولين علينا أن ننظر إلى الأزمة كلحظة تحتاج إلى حل”.
وأكد كابروكا أن “هذه الأزمات التي تواجه إفريقيا تنتهي إلى فرص كبيرة بالنسبة لدول، لكن أخرى تشكو من التضخم، وفئة ثالثة تعاني من الأمن الغذائي”، مشيرا إلى أن القارة السمراء شكلت لعهود منطقة صراع وحروب كثيرة، دمرت ممكنات التنمية المحلية ونماء المدن، وهذا الوضع كان وراء انبثاق وعي بأهمية الاعتماد على الذات، لتأكل إفريقيا مما تزرع، لأن حبوب القمح يمكن الرفع من إنتاجها في حوالي 15 دولة”.
وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث أن “المغرب أكبر بلد في صناعة الأسمدة التي تشكل محفزا لتنمية زراعية تضمن الأمن الغذائي، وفي رواندا تم إنشاء مصنع للقاحات، وهناك الكثير مما يمكن القيام به لفائدة إفريقيا”، معتبرا أن “ما يجب اعتماده هو بناء هوامش مالية وجبائية واقية واتخاذ قرارات حاسمة”، منبها إلى أن “الاستعداد للأزمات المقبلة يفرض البحث عن مزيد من الدعم والتعاون الدولي لأننا ننتمي للمنظومة العالمية”.
وشدد رئيس البنك الإفريقي للتنمية على “ضرورة التفكير في الانضباط في تدبير الديون، والمساعدات والإنفاق بشكل جيد ونوعي، والاستمرار في الإصلاح المالي لوضع منظومة مهيكلة لضمان تقوية قطاع الأعمال والاستثمار، لأننا ننتظر مزيدا من فرص مناصب الشغل المستقبلية للشباب لنتجاوز الصورة النمطية التي تلصق بالقارة السمراء من خارجها كمجال بدون أمل، وهذا يفرض العناية بالأمن الغذائي والحكامة والتماسك والرأسمال الاجتماعيين”.
يذكر أن التجمع الإفريقي لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الإفريقية الأعضاء في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي (آفريكان كوكاس) يعقد مؤتمره كل سنة، وتسند رئاسته لإحدى دوله، ويرمي هذا الاجتماع إلى وضع رؤية للقادة الأفارقة حول التعامل مع البنك وصندوق النقد الدوليين لتحقيق التنمية والنمو الاقتصادي في إفريقيا، وسيتناول قضايا التكامل الاقتصادي في القارة الإفريقية.