خصَّت الأمانة العامة «للعدالة والتنمية»، موقعنا “برلمان. كوم” ببلاغ حصريٍّ، جمعت فيه عصارة قاموسها المقيت وأخلاقها المهزوزة، مما دبجت فيه من حديث عن «الخِسة» و«الحقارة»، و «الدناءة والافتراء»، لكنه في الوقت نفسه تركنا أمام سؤال عريض كبير ودقيق يخص حقيقة الأسباب التي كانت وراء رحيل القيادي في الحزب الفقيد عبدالله باها.. ونلخصه في التساؤل التالي: ما الذي تعرفه ولا نعرفه نحن ، ولا يعرفه المغاربة أو يفكرون فيه؟
وقبل التفصيل دعونا نعود إلى ما كتبناه في ”برلمان. كوم” عن «العدالة والتنمية» وكأن سببا في هذا الهجوم المقيت والبلاغ المريض.
لقد كان الموضوعُ في بدايته ومنتهاه رداَّ على ما قاله الامين العام للعادلة والتنمية عبد الاله بنكيران بحق الموقع والعاملين فيه
بنكيران كما كتبنا اعترف بقوة تأثير «برلمان.كوم»، من باب التحريض ضده،وهو إقرار نعتز به لأن كل ما نشرناه ثبتت صحته، بدء من ممتلكات الامين العام القديم ـ الجديد، وانتهاءً بالرحلات الرومانسية للقادة والوزراء، والتنشيط الذاتي والتدليك الفيزيقي المنعش . الخ.
غير أن ما دفع القيادة الحالية «للعدالة والتنمية» الى الصراخ والويل والثبور هو التحدي الذي رفعناه في وجه السيد عبد الاله بنكيران بخصوص انتحار رفيقه وخليله عبدالله باها وسبب انتحاره، في تلك الليلة الظَّلماء !
وكتبنا بالحرف «دعك من كل هذا يا بنكيران واتركنا نرفع معك التحدي باعلى ما فيه. لنسلك بصدق الصادقين :هل تمثل كامل الجرأة كي تخبرنا اليوم بلغز ظل عالقا بذاكرة المغاربة عن اسباب انتحار وزير الدولة السابق عبد الله باها صديقك المقرب جدا كي لا نقول خليلك لاننا في «برلمان. كوم » لانصف بها الا خليل الله ابراهيم عليه السلام ؟نأس الحكومة وتطلع على التقارير التي تعنيك، فَلِتمْلك الشجاعة وتشهر التحدي، وتشرك المغاربة في حقيقة الامر جهرا، لعلنا نكون لك من الشاكرين ؟ والسلام..».
وعوض أن ترفع الامانة العامة والامين العام التحدي الذي رفعناه والكشف عن السر،الذي نقول أن حوله ظلال شديدة وعتمات قاتمة، أطلقت كل العبارات النابية في حق «برلمان. كوم» والعاملين فيه.
الآن، سنضيف إلى هذا الحديث سؤالا بسيطا:
إذا كان «برلمان.كوم» قد طالب بالكشف عما اعتبره لغزا عصيا على الفهم في وفاة السيد عبد الله باها ، فما الذي يجعل الامانة العامة تغضب غضبة مُضرِّية و تثير الزوابع السياسية والبلاغية ، بخصوص شيء لم نقل عنه سوى أن الرئيس السابق للحكومة يملك بخصوصه ما يجب أن يملكه كل مسؤول من درجته ورتبته في الهندسة الحكومية للبلاد؟
ما الذي يعرفونه ولم نقله نحن أبدا؟
نحن نرفع تحديا بخصوص الحادثة، ونريد من بنكيران ان يثبت لنا ما يعرفه هذا هو المطلوب ؟
وإذا كان سر اللغز مشابها ومماثلا ومسايرا لما يعتقدونه ويرددونه في الامانة العامة للبيجيدي فما علينا سوى أن نقول بأن بنكيران قال ما يراه حقيقة؟
وعليه، فلماذا لا يقول هذه الحقيقة.. ويُسْندها بما يملك من تقارير ومن اشياء لا تملكها سوى المؤسسات ؟
واذا كان ما يقوله مناقضا لما تم تعميمه على الناس والمغاربة ويناقض حقيقة الواقعة في العمق، فلن نكون سوى أمام حالة جديدة من حالات التناقض والازدواجية والتقية التي تتم ممارستها على كل المغاربة ، ودولة والهيآت وأفرادا..
إن الحقيقة قد تكون موجعة، ونعتقد بأن كل الحقائق التي سبق لبرلمان .كوم ان كشفها وثبتت صحتها، فيها ما يخيف الامانة العامة للبيجيدي.. ولهذا تتصرف بالعويل ولو كانت أمام سؤال من أسئلة الموقع الذي يحترم المغاربة ويحترم الحقيقة ولا يتردد في قولها دون أن يخشى في ذلك لومة لائم..
وإنَّ غدا لناظره لقريب..!