أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
أعادت “مغرب أنتجلنس”، مجلة إخبارية متخصصة في الشؤون الأمنية والعسكرية للمنطقة المغاربية والعربية، (أعادت) نسج خيوط سياسة “اليد الممدودة” للملك محمد السادس تجاه القادة الجزائريين، بمناسبة ما تضمنه خطاب العرش الأخير من رسائل واضحة، مفادها أن المغرب لن يكون يوما مصدر شر لـ”الجارة الشرقية”.
وجاء في مقال للمجلة عينها، اطلع عليه موقع “أخبارنا”، أنه “في مارس 2005؛ وصل محمد السادس إلى الجزائر لحضور قمة جامعة الدول العربية، لتظل تلك الزيارة هي الأولى والأخيرة للملك إلى “الجارة الشرقية””.
وفي هذا الصدد؛ أوضحت “مغرب أنتلجنس” أنه “قبل القمة بيوم واحد؛ كان محمد السادس يتجول ليلاً في شوارع الجزائر العاصمة دون حراسة أو غيرها من البروتوكولات الأمنية”.
وفي صباح اليوم الموالي، يشرح المصدر نفسه، “أشادت الصحافة الجزائرية، بالإجماع، بفعل محمد السادس، لاسيما وأنه خلال تلك الفترة كان يُنظر إلى التجول ليلاً في المدن الجزائرية على أنه عمل محفوف بالمخاطر”.
وزادت المجلة نفسها أنه “رغم هذه الزيارة؛ لم تتطور العلاقات المغربية الجزائرية بالشكل المطلوب”، مضيفة أنه رغم ذلك؛ “كانت سياسة “اليد الممدودة” للمغرب ثابتة تجاه الحكام الجزائريين”.
واستدلت “مغرب أنتلجنس” على هذا الوضع بـ”مضامين الخطاب الملكي الذي ألقاه محمد السادس على الشعب مساء السبت المنصرم، بمناسبة حلول الذكرى الـ24 لعيد العرش”؛ إذ خُصص حيز من الخطاب لتوجيه الملك رسائل مباشرة إلى الجزائر، مفادها أن “سياسية اليد الممدودة” ما تزال قائمة حيال قادة “الجارة الشرقية”.
“ومن المرجح أن الجزائر الرسمية، كالعادة، سوف تصم آذانها عن عرض “اليد الممدودة”، الذي عبر عنه مرات عديدة وكثيرة الملك محمد السادس”، تقول المجلة قبل أن تضيف أن “الجزائر ستبقى صامتة”، مشددة على أنه “لفهم الصمت الجزائري، يجب تذكر بعض الحقائق الواقعية التي غالبًا ما يتم تجاهلها”.
أولا، وفق “مغرب أنتلجنس” دوما، “كان قطع العلاقات الدبلوماسية وما زال قرارًا “سياديًا” للجزائر”. ثانيا؛ “لم يقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع الجزائر”. ثالثا؛ “استئناف العلاقات الدبلوماسية مسؤولية الطرف الذي قام بفسخها، وهذا يتطلب شجاعة سياسية”.
تجدر الإشارة إلى أن الخطاب الملكي الأخير جاء فيه أن “عملنا على خدمة شعبنا لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما نحرص أيضا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار”.
وخلال الأشهر الأخيرة، يضيف محمد السادس في الخطاب نفسه دوما، “يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر؛ وهي علاقات مستقرة نتطلع لأن تكون أفضل”، مشددا: “نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء”، آملا أن “تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فتح الحدود بين بلدينا وشعبينا الجارين الشقيقين”.