في تحدٍ سياسي ودبلوماسي فشل كبير تراكمه سلطات الجزائر العسكرية، خاصة مع تزايد الاعترافات بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي من دول عظمى وقوى إقليمية. وفي محاولة للخروج من عزلتها المتزايدة، لم تجد السلطات العسكرية الجزائرية إلا دعوة رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، لزيارة الجزائر. وخلال الزيارة، سيلتقي رامافوزا بنظيره عبد المجيد تبون، وسيلقي خطابًا أمام البرلمان الجزائري، في مشهد مقلَّد لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، وهو تقليد مبتذل وسوء إخراج لا شك فيه.
وفي تصريح لموقع “أخبارنا”، قال بلال لمراوي، الباحث في العلوم السياسية: “من خلال هذه الزيارة، أتذكر خطاب جلالة الملك عن العالم الآخر، المقصود به دول تعيش في أحلام الماضي وتريد بكل وقاحة فرضها على حاضرنا”.
وأضاف لمراوي: “من بين هذه الدول جنوب إفريقيا، التي تشعر بالانزعاج من الريادة المغربية في العمق الإفريقي، وتسعى جاهدة لتقزيمه، لكنها دائمًا ما تفشل، متذرعة بأسطوانة التاريخ النضالي ضد العنصرية التي ما تزال تستغل فتاتها، علماً أن المغرب كان قد دعم نيلسون مانديلا في نضاله ضد سياسة الفصل العنصري”.
وتابع لمراوي قائلاً: “بعد العزلة الحادة والخطيرة التي يعيشها النظام العسكري الجزائري دولياً، ومشروعيته المهتزة داخلياً، ها هو الآن الرئيس الجزائري يستدعي زميله من العالم الآخر لمساعدته في تحسين صورة نظامه الفاشل ابتداء من اليوم 5 دجنبر. لكن ما لفت انتباهي في برنامج الزيارة هو أن رئيس دولة جنوب إفريقيا سيلقي خطابًا أمام البرلمان الجزائري، في محاولة تقليد لخطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.
ولكن الفرق، كما يوضح الباحث، هو أن “فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن، ولها تأثير في السياسة العالمية، وقوة اقتصادية كبرى، وموقفها الداعم له تأثير كبير جيوسياسيًا في المنطقة، بينما جنوب إفريقيا موقفها الداعم للانفصال معروف، وخطاب رئيسها لن يخرج عن إطار الفلكلور ولن يؤثر في دعم الوهم حتى في القاعة التي سيتم فيها إلقاء الخطاب”.